الأربعاء 24 أبريل 2024
توقيت مصر 05:44 ص
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

في الصحافة والحياة:

فوبيا حضور الجماهير

مع أني لست ناقدا رياضيا ومجرد محب لكرة القدم للمتعة وتسلية وقت الفراغ ونسيان الهموم والمشاكل، فإني أرى أن السياسيين لو كانوا يعقلون لوفروا مساحة كافية من السياسة الكروية، مثل التوقف عن الحظر المفروض على الحضور الجماهيري لأسباب غامضة، حتى إن الحظر يكاد يمتد إلى المقاعد الخالية، ففي مباراة الإسماعيلي والزمالك مثلا رأينا ذعرا ونفيرا كأن المقاعد ستتحرك وتهتف وتشتبك.
مباراة السوبر لو أقيمت في ستاد القاهرة بمائة ألف متفرج لكانت دعاية سياسية لمصر وليست لأبو ظبي. الفريقان بجمهورهما الكبير قوة ناعمة تتقدم كل القوى التي يمكن أن توفرها السياسة.
عندما تكتب الصحافة العالمية عن مباراة القطبين في الإمارات بحضور جماهيري ستستدعي أن مباراتهما معا شأن المباريات الأخرى تقام في القاهرة بدون جمهور، والحال هكذا فإن لعبهما في الغربة بمثابة خوف من عدم توافر التأمين في مصر، وليس لأن  بعض مباريات السوبر العالمية صارت تقام على أرض دولة ثالثة في السنوات الأخيرة.
كوارث كرة القدم الجماهيرية معتادة على مر التاريخ ولا يجب أن يكون ذلك سببا لفوبيا حضور الجماهير التي صارت بحكم مشاهداتها لمباريات الفرق العالمية تدرك أن الهزيمة ليست نهاية العالم، وإن تلقي فريق كبير في حجم برشلونة أربعة أهداف في مباراة هامة ومصيرية أمام ليفربول في دوري الأبطال في العام الماضي ليست فضيحة مع أنه يضم في صفوفه نخبة لاعبي العالم بقيادة الساحر ميسي.
السياسة تكسب كثيرا لو نظرت لكرة القدم نظرة صداقة وتقدير بكل عناصرها. الفوز يسعد ملايين كما حدث عقب السوبر الأفريقي الأخير، وكما كان يحدث في مناسبات سابقة خاصة بالأهلي والمنتخب.
حضور الجماهير مطلب حيوي إذا كنا نبحث عن بعض السعادة في ظل المشاكل الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الشباب الباحث عن وظيفة أو زواج . 
ليس كثيرا أن نخصص وزارة أمنية لمباريات كرة القدم لها أمنها المخصص لتأمين الحضور الجماهيري، تكون هذه مهمته ووظيفته.
لقد تم تأمين مهرجان جماهيري في ستاد القاهرة الذي تسميه المنتخبات والفرق الأفريقية بملعب الرعب لها فهي غالبا مهزومة عليه، فكيف يتم في الوقت الحاضر رفض استضافته مباريات هامة بتأثير فوبيا الجماهير. ما الفرق بين مهرجان غناء اضطر بعض نجومه الاعتذار عن ما شابه من أغان بها كلمات خمور وسكر وبين جمهور طيب جاء به انتماؤه وبراءة نفسه لتشجيع فريقه رغم ضيق ذات اليد.
الغرض الذي انشئ من أجله ستاد القاهرة الذي كان يسمى في بدايته ستاد ناصر، هو مباريات الكرة وغيرها من المناسبات الكروية وليست مهرجانات الغناء.