السبت 18 مايو 2024
توقيت مصر 19:46 م
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

كف بصره.. فرفض التسول وزرع الأرض لينفق على أسرته الكفيفية

رفض التسول وزرع الأرض لينفق على أسرته

لم تمنعه إعاقته من العمل والإنفاق على أسرته الكفيفة ولم يعمل بالتسول رغم أن إعاقته فى فقد البصر كان يمسك بالفأس ويعمل فى فلاحة الأرض كى ينفق على أسرته ونجح فى تربية أبنائه وتعليمهم حتى تخرجوا فى الجامعة.

قصة واقعية ليست من وحى الخيال ولا تعرفها الدراما المصرية البطل فيها أسرة بكاملها تعيش حياة بسيطة وهى راضية وسعيدة وتتفوق على الإعاقة وتتحداها.

فى حاجر الترامسة بقنا وعلى بعد خطوات من مدخل الصحراوى الغربى تعيش أسرة (عم إبراهيم) أو إبراهيم على أحمد تركى، الكفيفة والمكونة من عم إبراهيم وشقيقته وبناته، فى البداية رفض الحديث معنا خوفًا من نشر حكايته على (الإنترنت) وعندما سألناه عن مشكلته مع الإنترنت قال: "أسمع عنه إنه مش كويس".

(سبحان الله والحمدلله على كل حال) عبارة رددها "عم إبراهيم الكفيف" كما يلقبونه أهالى قرية حاجر الترامسة أكثر من مرة عندما التقيناه بمنزله الذى عنوانه التواضع  والبساطة.

باب المنزل بوسط الزراعات مصنوع من ورق الكرتون وبدون حوائط، حياة بسيطة وصبر ما بعده صبر وإيمان بالله وعزيمة.. "المصريون" استمعت له  على أريكته المصنوعة من جريد النخيل، وهو يحكى لنا مأساته فى صبر وتجلد ولسانه دائما يحمد الله.

فى البداية يقول: أنا من مواليد 1943 بقرية حاجر الترامسة بمركز قنا، وأنا وشقيقى عبدالعال وشقيقتى وحيدة محرومون من نعمة البصر، وعندما تزوجت أنجبت 6 من البنات 3 منهن كفيفات.

 

وأضاف أن لديه 6 من البنات "إكرام وغنية وروايح ومنى ودعاء وولاء" وقد خرجت "دعاء وغنية وولاء" للدنيا كفيفات.

وأوضح أنهن رغم إعاقتهن فقد تخرجت دعاء فى كلية الآداب بجامعة جنوب الوادى بقنا قسم دراسات إسلامية، ولحقت بها شقيقتها ولاء وهى الآن فى ليسانس الآداب قسم دراسات إسلامية بجامعة جنوب الوادى بقنا، أما غنية وعمرها 30 سنة فهى فى انتظار ابن الحلال.

وتابع: كنت مزارعًا ناجحًا أمسك بالفأس وأعزق الأرض وأزرعها مثل المبصرين حتى أكرمنى الله بأحمد وعرفات وكانا مبصرين وعندما كبرا ساعدانى فى الإنفاق على الأسرة.

حاولنا لقاء بناته لكنهن رفضن مقابلتنا حتى بالنقاب ورغم قوة وعزيمة عم إبراهيم وإيمانه بقضاء الله وقدره فإنه انهمر فى البكاء عندما سألناه عن عائلته وأسرته، حيث قال ودموعه تنهمر من عينيه لم أشعر بإعاقتى إلا عندما فقدت نور عينى (أحمد وعرفات) وعندما هدأ من بكائه عرفنا أنه فقد نجليه وسنده ونور عينيه كما يقول بحزن: أحمد 30 سنة وعرفات 18 سنة المبصران توفيا فى حادث سير.

وعن حاله بعد فقده نجليه أضاف: مستورة والحمد لله أتقاضى مبلغ 450 جنيهًا إعانة من التضامن الاجتماعى أتعايش بها أنا وأسرتى.