الخميس 18 أبريل 2024
توقيت مصر 15:44 م
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

((الصليب والطناش المقدس))

تحتفل كنيستنا الأرثوذكسية بعيد الصليب المجيد مرتين فى العام، وهذا النظام والطقس موجود منذ مئات السنين ولا خلاف عليه أو جدال، وقررت الكنيسة ضرورة أن يكون طقس الاحتفال به (فرايحى) لأنه عيد مبهج مثل سائر أعياد الكنيسة ولقد حدث ما حدث فإذا بنا نجد أن قداسة البابا  تواضروس الثانى يقرر فجأة وعلى غير المتوقع أن الكنيسة والشعب كله يحتفل بعيد الصليب 3 مرات فى العام، حيث نحتفل بالمرة الثالثة لهذا العيد العظيم يوم الجمعة العظيمة والتى هى درة الاحتفال والطقس الحزاينى شكلًا وموضوعًا خلال أسبوع الآلام، فتتشح الكنيسة بالسواد التام وكذلك السيدات المسيحيات، خلال هذا الأسبوع يكون الغالبية العظمى منهن فى عمق التعزية والتقشف فى الملبس الذى يغلب عليه اللون الأسود؛ وكان قرار البابا من خلال عظة الأربعاء المذاعة على الهواء مباشرة وحضرها الأسقف الزئبقى كما وصفة المتحدث الرسمى للكنيسة_الأنبا دانيال سكرتير المجمع المقدس- وكذلك المطران مرقس ولفيف من الأساقفة والرهبان والكهنة مع بعض الإكليروس وغيرهم. 
ولقد أثرت الانتظار لعل وعسى مشاهدة أى مظهر من مظاهر الاعتراض على قرار البابا ولكن الجميع التزم الصمت التام بل الصمت الرهيب كما يقول الشاعر، وبعد العظة التى أثارت البلبلة واللبلبة لم يصدر سكرتير المجمع المقدس أى توضيح لهذا القرار وكذلك المتحدث الصامت باسم الكنيسة الأرثوذكسية ولقد تجاوزت قدرى وأرسلت للبابا على الخاص أكثر من مرة أنبه واستفسر عن هذا القرار الغريب والكلام العجيب وطالبته بالاعتذار علانية_ إن كانت زلة أو زلات لسان - مع أنه كرر الكلام إننا نحتفل بعيد الصليب 3 مرات منها الجمعة العظيمة؛ ثم واصلت إرسال رسائلى للبابا بالتصحيح  فى عظة الأربعاء الذى يليه ولكنه رفض ولم نسمع أو نقرأ بالمثل عن رفض أبائى العظام الكبار الحاضرين للعظة، والواضح منهم وعليهم الموافقة والمباركة لقرار البابا بدليل عدم اعتراضهم وتصفحت مواقع التواصل الرسمية للكنائس والكهنة فلم أجد أدنى إشارة لهذه القضية فهل هذه طاعة عمياء مطلقه؟ أم خوف ورعب وحرص على الكراسى؟ أم مجاملة للبابا؟ هى لم تكن زلة لسان وإلا لقدم الاعتذار؛ إذًا فمن الواجب على المجمع المقدس والبابا تواضروس إصدار التعليمات لدمج طقس الاحتفال رسميًا بعيد الصليب المجيد فى الجمعة العظيمة وذلك مثلًا بالاحتفال الفرايحى والتماجيد للصليب مع تغيير الستائر السوداء التى داخل الكنيسة بأخرى بيضاء وحمراء لمدة 3 ساعات من  0 12:3 ظهرًا مثلاً وتبقى مشكلة السيدات حيث يتشح الكل بالملابس السوداء فلا مانع أن يصدر قرارًا مجمعيًا بوجود وشاح أبيض اللون أو جاكت خفيف مع كل امرأة تحضر صلوات الجمعة العظيمة لارتدائه فوق الملابس السوداء فى هذه الفترة ويتبقى لنا دورة الصليب التى نحتفل بها أمام الإيقونات بحوائط وأبواب الكنيسة ويمكن التغاضى عنها حسبما يقرر المجمع المقدس وبعد الساعه 3 ظهرًا يمكن نزع الستائر البيضاء وعودة السوداء والطقس الحزاينى مرة أخرى تمهيدًا لصلوات الدفن المقدس وختام الجمعة العظيمة والمستمرة بعد غروب الشمس وأحيانًا الخامسة مساءً.
وأخيرًا إلى الآباء ورجال الدين المسيحى الصامتين عن قول الحق والمجاملين والخائفين على كراسيهم نضع أمامهم كلمات الكتاب المقدس ((مبرئ المذنب ومذنب البرىء كلاهما مكرهة للرب)) سفر الأمثال.. وكنت أتمنى قيام أحدهم_هذا إن كان مقتنعًا بخطأ الطقس وأن الاحتفال بعيد الصليب 3 مرات سنويًا_ أن يسرع بكتابة ملاحظة يقدمها للبابا أثناء العظة وهذا الأمر يحدث كثيرًا ليسرع ويدرك ويصحح الخطأ_هذا إن كان خطأ_ أو يتمسك بقراره ونبدأ بتغيير الكتب والطقوس والألحان الكنسية المتوارثة منذ مئات السنين؛ يا ريت نقرأ أو نسمع البيان الرسمى للتوضيح وبلاش عتاب _قصدى بلاش الطناش المقدس.