الخميس 25 أبريل 2024
توقيت مصر 23:00 م
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

عمال النظافة.. تضحيات بلا تكريم

عمال نظافة

مقترح برلمانى: يجب تغيير المسمى الوظيفى لعمال النظافة بمصطلح «صديق البيئة»

نواب: عمال النظافة لا يستحقون فقط تغيير مسماهم الوظيفى بل يجب تحسين أوضاعهم المادية

عمال النظافة: رفع أجورنا المادية ضرورة ملحة لنا

تعد فئة عمال النظافة من الفئات التي تبذل مجهودًا كبيرًا في العمل وتقوم بعمل شاق لا يتناسب مع النظرة الاجتماعية غير الجيدة التي يطلقها البعض تجاههم رغم الجهد الجبار الذي يقوم به عمال النظافة في حماية المواطنين من الأمراض.

وفي محاولة لتغيير النظرة السلبية اتجاه عمال النظافة، تقدمت النائبة هيام حلاوة، عضو مجلس النواب، باقتراح برغبة إلى مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، ومحمود الشعراوي، وزير التنمية المحلية، لاستبدال المسمى الوظيفي لعمال النظافة بمصطلح "صديق البيئة"، تقديرًا لدورهم في المجتمع.

وقالت عضو مجلس النواب، إنه في الوقت الذي تنظر فيه جميع دول العالم المتقدمة إلى فئة عمال النظافة، على أنها من أهم فئاتها المجتمعية، وتوفر لها كل سبل الراحة والإمكانيات، ويعتبر ما تقدمه هذه الفئة بمثابة خدمة سامية وواجب وطني، إلا أن حال هذه الفئة في مصر يحتاج منا إلى الكثير من الاهتمام أولها بتغيير المسمى الوظيفي لعمال النظافة.

أعضاء مجلس النواب من جانبهم، أكدوا أن عمال النظافة لا يستحقون فقط تغيير مسماهم الوظيفي، بل لابد من تحسين أوضاعهم المادية، مؤكدين أن غالبية عمال النظافة يعانون بشدة، ولا يجدون من يحنو عليهم، كذلك معظمهم لا يستطيع أن يفي بمطالب أسرته الأساسية، وأوضح النواب، أن عمال النظافة في الدول الأخرى يحصلون على التقدير والتكريم الملائم، فيما لا يحصلون هنا على أدنى حقوقهم، لافتًا إلى أن الشعوب الأخرى تدرك قيمة تلك الفئة، والدور الذي تقوم به.

على سياق آخر، أكد عمال النظافة، أن غالبية أفراد المجتمع ينظرون لعامل النظافة نظرة متدنية للغاية، حيث يعتبره كثيرون بأنه ليس من البشر، وبالتالي ليس من حقه الحصول على أي حقوق، وأن هناك أيضًا قطاعًا عريضًا من المواطنين يقدرون هذه الفئة ويتعاملون معها باحترام، وطالب عمال النظافة بتحسين أوضاعهم المادية، مؤكدين "نحن لا نريد رواتب كبيرة بل نريد ما يكفينا فقط، ويمكننا من شراء ما يحتاجه البيت والأولاد، وهذا بالطبع ليس أمرًا صعبًا".

وفي إطار ذلك رصدت "المصريون"، آراء أعضاء مجلس النواب وعمال النظافة في تغيير النظرة الاجتماعية لهم وتحسين أوضاعهم المادية.

مقترح بتغيير مسمى عامل النظافة

تقدمت النائبة هيام حلاوة، عضو مجلس النواب، باقتراح برغبة إلى مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، ومحمود الشعراوي، وزير التنمية المحلية، لاستبدال المسمى الوظيفي لعمال النظافة بمصطلح "صديق البيئة"، تقديرًا لدورهم  في المجتمع.

وقالت عضو مجلس النواب، في بيان، "في الوقت الذي تنظر فيه جميع دول العالم المتقدمة إلى فئة عمال النظافة على أنها من أهم فئاتها المجتمعية، وتوفر لها كل سبل الراحة والإمكانيات، ويعتبر ما تقدمه هذه الفئة بمثابة خدمة سامية وواجب وطني، إلا أن حال هذه الفئة في مصر يحتاج منا إلى الكثير من الاهتمام أولًا بتغيير المسمى الوظيفي".

وأوضحت النائبة، أنَّ "عمال النظافة يبذلون جهودًا واسعة في سبيل الارتقاء بالوجه الحضاري والجمالي لمصر أمام ضيوفها وزوارها، ويبذلون جهودًا واسعة في تنظيم شوارعها، دون كلل أو ملل".

وأشارت إلى أنَّ أهم ما ينغص عليهم حياتهم اليومية، هي النظرة المتدنية لهم من جانب أفراد المجتمع، فضلًا عن المعاملة غير الآدمية التي يلقونها، والتي بلا شك تؤثر على نفسيتهم، في الوقت الذي يتناسى فيه الكثير أن هذه المهنة من المهن الشريفة، كما يحتاجون إلى زيادة في الرواتب، حيث يتقاضون بضعة جنيهات كل شهر، لا تعينهم على مواجهة أعباء الحياة ومتطلبات المعيشة.

مصطلح «صديق البيئة» جيد جدًا

من جانبه، أثنى النائب أحمد حسن، عضو مجلس النواب، على مقترح النائبة هيام حلاوة، مؤكدًا أن عمال النظافة يستحقون كل تقدير من جميع أفراد الشعب المصري، حيث إنهم يقومون بجمع القمامة التي من الممكن أن تؤدي إلى العديد من الأمراض التي تنتقل للعديد من المواطنين إذا ظلت مكانها.

وأضاف «حسن»، في تصريحات خاصة لـ«المصريون»، أن عمال النظافة لا يستحقون فقط تغيير مسماهم الوظيفي، بل لابد من تحسين أوضاعهم المادية، منوهًا بأن غالبية عمال النظافة يعانون بشدة ولا يجدون من يحنو عليهم، كذلك معظمهم لا يستطيع أن يفي بمطالب أسرته الأساسية.

عضو مجلس النواب، أوضح أن عمال النظافة في الدول الأخرى يحصلون على التقدير والتكريم الملائمين، فيما لا يحصلون هنا على أدنى حقوقهم، لافتًا إلى أن الشعوب الأخرى تدرك قيمة تلك الفئة والدور الذي تقوم به.

وتساءل: «ماذا سيكون الموقف إذا ترك هؤلاء وظيفتهم بحثًا عن وظيفة أكثر أموالًا وكرامة؟ ولماذا لا تنظر إليهم الدولة وترفع رواتبهم؟ أليس من حقهم الحصول على رواتب ملائمة؟ وما المانع من رفع رواتب هذه الفئة التي تستحق فعلًا الزيادة؟».

وأردف «في النهاية مصطلح صديق البيئة جيد جدًا، وهؤلاء سنقف بجوارهم؛ حتى يحصلوا على التقدير الملائم، والدولة لن تمانع في رفع رواتبهم؛ لأن الكل يعلم دورهم».

تحسين النظرة الاجتماعية ضرورة ملحة

عمال النظافة من جانبهم، أكدوا ضرورة تحسين أوضاعهم المادية، وتحسين النظرة الاجتماعية لهم من قبل المجتمع، حيث قال محمد السيد، عامل نظافة بمنطقة الهرم، إن غالبية أفراد المجتمع ينظرون لعامل النظافة نظرة متدنية للغاية، حيث يعتبره كثيرون أنه ليس من البشر وبالتالي ليس من حقه الحصول على أي حقوق، غير أنه أشار إلى أن هناك قطاعًا عريضًا من المواطنين يقدرون هذه الفئة، ويتعاملون معها باحترام.

وأضاف «السيد»، لـ«المصريون»، أن عمال النظافة يقومون بدور جليل للمجتمع ولكافة المواطنين، وفي مقابل ذلك يحصلون على ملاليم لا تكفي لبضعة أيام، مشيرًا إلى أن تغيير الاسم وحده لن يكفي، خاصة أنها لن تغير النظرة المتدنية لهم.

وتابع: «نشكر سيادة النائبة على كلامها ومحاولتها رفع مكانة عمال النظافة وتغيير نظرة البعض إليهم، لكن بعد تغيير الاسم ماذا يحدث؟ سيظل الوضع والحال على ما هو عليه».

وطالب برفع رواتب عمال النظافة والاهتمام بهذه الفئة المهضوم حقها، مضيفًا: «يمكن أي حد يتصاب بأمراض كثيرة في أي وقت، وبسبب هذا المرض قد يموت وأولاده من بعده سيشردون، عشان كدا نريد رواتب مناسبة واهتمام أكثر بينا من الدولة».

فيما قال محسن منير، أحد عمال النظافة بمنطقة شبرا الخيمة، إن تغيير الاسم وحده بلا جدوى ولن تكون له آثار طيبة على عمال النظافة، مشيرًا إلى أنه لا يعنيهم تغيير المسمى بقدر ما يهتمون بتحسين أحوالهم وأوضاعهم المادية «الميتة»، بحسب قوله.

وأضاف «منير»، في تصريحات خاصة لـ«المصريون»، أنه يسمع أن عمال النظافة في بعض الدول يطلق عليهم "مهندسو النظافة"، مستطردًا «وأسمع أنهم يحصلون على رواتب عالية جدًا تجعلهم لا يحتاجون إلى أحد ولا يقبلون أي صدقة أو إحسان من أحد».

ونوه بأنه بعد ما ينتهي من عمله يذهب لعمل لآخر؛ لكي يتمكن من توفير احتياجات أسرته الأساسية، ورغم ذلك العملان لا يكفيان، لافتًا إلى أنه لا يرى أولاده إلا قليلًا، حيث يخرج وهم نائمون ويعود وهم نائمون أيضًا.

واختتم حديثه، قائلًا: «نحن لا نريد رواتب كبيرة بل نريد ما يكفينا فقط ويمكننا من شراء ما يحتاجه البيت والأولاد، وأعتقد أن هذا ليس أمرًا صعبًا».