الثلاثاء 23 أبريل 2024
توقيت مصر 14:46 م
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

((ما عاش كاهن بالمعاش))

في ظاهرة لم ولن يسبق أو يلحق لها أو بها مثيل في مصرنا العزيزة والعالم أجمع يزمع مجمع كنيستنا القبطية الارثوذكسية إصدار القرار غير العادل وبه سمات التمييز ضد الآباء الكهنة وقساوسة الكنيسة دون المساس بالأساقفة أو رؤساء الأديرة أو البابا تواضروس مع أن الجميع لهم صفة (رعاة) ومفترض شكلاً وموضوعًا ودينيًا وعقليًا ومنطقيًا المساواة بين الجميع أمام قوانين الكنيسة، ولكن للأسف الشديد فإن سلطة إصدار القانون الكنسي بيد البابا (موضوعًا) وبيد مجمع الأساقفة بالمجمع المقدس (شكلاً) وبالتالي تضيع في الطريق صفة العدالة والمساواة.

والقضية يا إخوتي تتلخص في قانون تخفيف أعباء العمل للكهنة من عمر (60 حتى 70 عامًا).. وبالطبع لأن عمل الكاهن وحياته ومستقبله بيد الأسقف والبابا فإن الإيقاف عن الخدمة أو منع مرتب الكاهن أو عقابه بيد البابا والأسقف فورًا ودون صد أو رد أو مراعاة لقوانين الكنيسة وقراراتها والأمثلة كثيرة وعديدة وشوارع القاهرة والإسكندرية وأمريكا تشهد على وجود الكهنة والرهبان والأساقفة الذين تم تشريدهم دون محاكمات أو تطبيق لقوانين الكنيسة عليهم وأتعجب جدًا يا إخوتي لشباب الخدام المتهافتين على شغل هذا المنصب البراق وأحلام اليقظة التي تراودهم لنيل شرف خدمة الكهنوت، وبالطبع فإن نظرة بسيطة للغالبية العظمى من الكهنة ستجد الفارق الشاسع بين حياته قبل الكهنوت وبعده، حيث المنصب والجاه والمال ورغد العيش وينطبق نفس الحال تمامًا على الأساقفة ولمعرفة صدق هذا الكلام الصريح جدًا أدعوك يا عزيزي لإلقاء نظرة على الراهب أثناء سيامته أسقفًا حيث القوام الممشوق ونظرات الاتضاع وربما البكاء والنحيب ثم كرر نظرتك لصورته بعد سنوات قليلة لتجد العكس تمامًا في نيافته شكلًا وموضوعًا ووزنًا وطولاً وعرضًا، وهذه حقائق موجودة في حياتنا الكنسية.

ومشكلة المعاش للكهنة فقط دون غيرهم من قيادات الكنيسة ترجع أساسًا لعوامل يمنعني القانون أن أذكرها بالتفصيل ولكن الحقيقة لا بد أن يعرفها الجميع، فنحن لسنا دولة داخل دولة ومن غير المنطقي والمعقول سن قوانين داخل الكنيسة تشذ عن مثيلها بالدولة!! والحقيقة المؤسفة أن بعض الكهنة تمنحهم السماء نعمة وبركة مع شعب الكنيسة فيصبح لهم شعبية جارفة بمرور الأيام والسنين ونتذكر فورًا في العهد القديم عندما كان شاول ملكًا على إسرائيل وداود النبي قائدا بالجيش.

لما نشبت الحرب وانتصروا إذا بالشعب يهتف لشاول أنه قتل من الأعداء الآلاف بينما داود قتل الربوات أي أكثر من الملك، ما أدى إلى سعي شاول الملك لقتل داود للتخلص منه حسدًا وغيرةً وشرًا بداخل الملك "ولسوء حظ داود لم يخترع الإنسان وقتها قانون الإحالة للمعاش المبكر" وأدعوك عزيزي القارئ لتصفح مواقع عظات بعض الكهنة الكبار سنًا مثل أ. مكاري يونان وقبله أ. يوسف أسعد وغيرهما، لتجد الكنيسة بها المئات من أفراد الشعب وأيام البابا شنودة كانت الكاتدرائية تمتلئ بالشعب قبل بدء عظة الأربعاء بساعات طويلة حتى جاء العصر الحديث فتم إلغاء العظة بحجة تجديد الكاتدرائية والذي استغرق 3 سنوات وبعد تجهيزها وحتى وقتنا هذا لم ولن تشهد عظة للأربعاء!

 ونطالب ونكرر الطلب بالعدالة الكنسية والشجاعة في اتخاذ القرار وتطبيقه على الأساقفة والبابا الذي بدأ عامه الـ68 وليتكرم الأساقفة بتقديم المثل الأعلى للعدالة والتقاعد وتخفيف عبء العمل عنهم، هذه شهادة حق للحق فقط لأن السيد المسيح قال لنا: (أنا هو الطريق والحق).

 القس مكاريوس فهيم قليني عضو دائم باتحاد الكتاب (وحتى الآن ما زال كاهنًا أرثوذكسيًا ومصيبته يحب الحق ولم يتعلم المسكين النفاق أو الرياء).