الثلاثاء 19 مارس 2024
توقيت مصر 10:21 ص
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

«فيسبوك».. منصة للتنوير أم للتجريح

فيس بوك

« القرآن.. الصحابة.. والبخارى».. هدف فى ميدان رماية المغامرين

السلف الصالح "مش صالح".. أبو بكر وعمر شخصيات خيالية.. وقناة تحمل اسم "كافر مغربى"

كثرت الدعوات التى تنتشر على منصات التواصل الاجتماعى بكل أنواعها، حيث انتشرت فى الآونة الأخيرة، دعوات ومطالبات تدعو لنقد السلف الصالح، وأن الصحابة ارتكبوا الكثير من الجرائم والأخطاء، التى أساءت للدين.

المستشار القانونى أحمد عبده، على مدار الشهور الماضية، كتب عشرات التدوينات والمنشورات التى تشكك فى الصحابة وصحيح البخارى، وأن الاقتداء بكتب السنة، والتى يسميها بكتب الصحاح يعتبر عبادة للطاغوت.

وأوضح، أن التسويق لما جاء فيها من مفاهيم أكبر إساءة للدعوة إلى الإسلام.

كما قام أحد الباحثين فى المغرب، بتدشين قناة له على موقع يوتيوب باسم "كافر مغربى"، ويدعو فيها إلى الإلحاد.

فى ذات السياق، ظهرت دعوات أخرى فى تونس، تشير إلى أن القرآن تعرض للخلل أو البث بسبب تدوينه بما يعرف بالمصحف.

باحث إسلامى: لا يوجد "سلف صالح".. وكتب السنة "عبادة للطاغوت"

زعم الباحث أو المستشار القانونى أحمد عبده، أن الصحابة والأئمة الأربعة لم يقرأوا القرآن بما فيه الكفاية، حيث كانوا يكتبون على الجلود وأوراق الشجر، ولم يكن هناك ورق ولا طباعة وأغلبهم كانوا أميين مما جميعه، وأن مصر صارت مسلمة وأغلب شعبها لم يشاهد المصحف بعينيه، مضيفًا لابد أن نحاول أن نستفيق على الحقائق الواقعية.

وعلى مدار الشهور الماضية، وفى الكثير من التدوينات على حسابه فى تويتر، يرى"عبده"، أن الاقتداء بفقه الأئمة الأربعة تسبب فى كارثة للأمة، بالإضافة إلى اتباع " صحيح البخارى".

وكتب قائلاً: لقد عشنا أعمارنا فى ظلال أكبر كذبة صنعت منا غيلان بشرية تستأسد على من خالقها، وبخاصة مخالفة العقيدة، تلك الكذبة الهمجية اسمها (السلف الصالح)، ولقد صنع منها الفقهاء أسطورة مقدسة وفقهًا له أئمة وعلماء، زاعمًا أننا تعلمنا من السلف أن القتل شريعة، والعنصرية شريعة والخرافة شريعة.

وتابع قائلاً: كلمة (السلف) تعنى الذين عاشوا بعد موت الرسول من الصحابة ثم التابعين من بعدهم .. ولا تعنى تصرفات من عاش من الصحابة أيام حياة الرسول.




ويقوا أيضًا: لم يكن لدينا سلف صالح (لا صحابة ولا تابعين) لكن لدينا سلف من السفّاحين الذين تكالبوا على الدنيا وقتل بعضهم بعضًا، وقتلوا آل بيت الرسول وأسروا حفيداته وانتهكوا حرمات فروج النساء وجعلوها شريعة، وقام الفقهاء بتزييف التاريخ لنعبد البشر ولا نعبد الله فقالوا عنهم بأنهم السلف الصالح.

وأشار، إلى أنه من أفعال أوباش العرب من التابعين، أن يزيد بن معاوية، أمر جيشه بإخضاع المدينة المنورة، فدخل الجيش وقتل من بقى من البدريين وقتل عشرة آلاف رجل وتم فض غشاء بكارة ألف فتاة، كان هذا جانبًا من سلوكيات السلف الصالح من التابعين!.

كما شن هجومًا على العرب عامة قائلاً: لا يوجد أسوأ من العرب.. تركوا النبى ميتًا بلا دفن ليومين ليتصارعوا على الملك، وقتلوا كل أهل بيت الرسول من الرجال عدا واحد.. ودسوا السم للحسن وفصلوا رأس الحسين، واقتادوا حفيدات الرسول مقيدات بالأغلال، فهل يجود الزمان بأحط من هذا؟.

وتساءل المستشار القانونى، متى يوقن العرب بأنهم أجلاف منذ أيام أجدادهم الأمويين والقرشيين وحتى اليوم، وأنهم يحاربون التقدم والتطور والتنوير، وحاربوا رسول الله، وهم اليوم يحاربون الله وكتابه بالبخارى والأئمة الأربعة وتمجيد ذكريات قاتل اسمه سيف الله المسلول.

واستطرد عبده فى حديثه: إن تقربنا إلى الله بما حوته كتب الصحاح إنما هو عين عبادة الطاغوت، فلقد صارت مرويات السنن هى زعيم الوعظ بمنابرنا ومساجدنا، لذلك فنحن نؤمن بالطاغوت ونبتعد عن الله، منوهًا بأن تكتل الغرب ضد الإسلام ليس لأنهم يخافون أن ينتشر الإسلام، فذلك هو ظن أفاعى المسلمين، بل لأنهم يخافون من همجية المسلمين التى أنشأها فيهم فقه فقهاء الدم والعنصرية والكراهية، لذا فهم يخشون على حضارتهم وعلومهم وعمارتهم للدنيا أن تهدمها همجية الفقه الإسلام، فنحن المسلمون أسوأ سفراء، بحسب وصفه.

كما طالب، بوقف الزحف البخارى على كتاب الله، ولابد من حرب ضروس على الجهلاء والمجامع الفقهية لإنقاذ دين الإسلام، متسائلاً "فمن منكم سيكون معى فى تلك المعركة لإعلاء كتاب الله فعليًا ضد كتاب البخارى وخرافاته؟".

وأشار، إلى أن الحقبة المثالية بالإسلام كانت بالمدينة المنورة لمدة عشر سنوات، حتى توفى الرسول، بعدها غالبية المسلمون انقلبوا على أعقابهم  ثم أقام من بعدهم  دينًا غير دين محمد وأطلقوا عليه اسم ( الإسلام)، بحسب مزاعمه.

وأكد، أننا طالما نقوم بتعظيم فقه الأئمة الأربعة، بقتل المرتد والمخالف للعقيدة على حساب القرآن، وبعدم مسئولية الرجل علاج زوجته المريضة، ونجحد العلم والفطرة فنصدقهم بأن حملها لجنينها يمكن أن يستمر ببطنها لأربع وسبع سنوات، فنحن قوم نعبد ما ألفينا عليه آباءنا مهما كان آباؤنا فى ضلال مبين.

وأضاف، فى هجومه على الأئمة الأربعة، أننا جميعًا نشترك فى استفحال أمر الجريمة الفقهية التى ترعاها المجامع الفقهية والتى تعاند النصوص القرآنية لأجل خاطر مدونات السنن، فكرست لقتل المرتد وتارك الصلاة والأسرى والزناة، زاعمًا أيضًا أنها ارتكست بفضائح إرضاع الكبير وخلافه بينما نحن جميعًا لا نتحرك أو نثور إلا لأجل لقمة العيش.

وأوضح، أن الإيمان بالله ليس مقولة تقولها.. ولا هو ميراث ورثته عن أبويك.. لكنه شعور يملأ قلبك فتراه يسيطر على جوارحك فلا نفعل ولا تقول إلا ما يرضى الله به، فالإيمان بالله ليس مقولة للتشدق بها بالفم، لكنه إحساس له أثره على الجوارح والتصرفات

واستطرد فى حديثه: ذكر الله هو طريقة حياة وفقًا لإرادة الله وهو صورة تنظيمية لكل شئون الحياة ويشمل القول والفعل وخلجات الضمير ويقوم به البشر فقط،  أمّا التسبيح فهو يساعد على التدريب على ذكر الله، لكنّ ذكر الله أعمّ وأشمل وأعلا وكل الخلائق تسبّح بما فى ذلك الجماد.

وأشار، إلى أن من أورثنا أن كثرة ذكر الله هو تكرارات متتالية مثل الحمد لله الحمد لله الحمد الله.. أو كثرة ترديد الصلاة على النبي.. لكن كثرة ذكر الله هو كثرة قراءة القرآن واعتياد تفعيل ما يرضى الله بكل تصرف وكل قول أو عمل وأن تقولوا للناس حسنا ابتغاء رضوان الله.. وهناك فرق بين الذكر والتسبيح.

وعن الانتقادات التى توجه إليه بسبب أرائه الجدلية قال: كثير من الأصدقاء يكرهون كثرة نقدى للتراث والفقهاء، بينما لا يعلم غالبيتهم أن النقد هو أعلا درجات البحث، ثم ما هو دور الأصدقاء الكارهين للنقد فى تغيير ما أنقده أم أنهم يكرهون كثرة نقدى ولا يكرهون الدموية الفقهية التى صنعها الفقهاء بدين الإسلام.. والإساءة لديننا بالعالم؟.

وأوضح المستشار القانونى، أنه إن أعانك الله على نشر تعاليم كتابه فأنت حتمًا على الهدى وعلى سنة الرسول، وإن وجدتك تنشر ما حوته كتب البخارى والأئمة الأربعة وفقه آل البيت فأنت تجحد آيات الله والتنزيل الحكيم وأبعد ما تكون عن الرسول وفقه آل البيت.

وقال أيضًا: كتب صحيح البخارى وصحيح مسلم والترمذى والنسائى وبن ماجه ومسند بن حنبل.. وكتب الفقه على المذاهب الأربعة هى أساس الإرهاب والإلحاد بالعالم وأصل من أصول الاختلاف مع القرآن والركائز الأساسية للإشراك بالله مع اعترافى بأن بها أحاديث صحيحة أو بعض صحيح الفقه.

قناة على يوتيوب تحمل عنوان "كافر مغربى" تدعو إلى الإلحاد

اشتهر على منصات ووسائل التواصل الاجتماعى بـ"كافر مغربى"، واسمه المستعار"هشام نوستيك"، وهو مغربى مقيم فى كندا، انتقل من التدين والانتماء إلى جماعات ذات خلفية دينية تدعو إلى الإلحاد.

ووفق ما تم نشره بحسب وسائل إعلام محلية بالمغرب يقول "كافر مغربى" عن قصة تحوله من الإسلام إلى الإلحاد، إنه يتمنى أن تسهم مذكراته فى "التطبيع مع الاختلاف والتعايش مع المختلفين".

وأضاف، أنه إنسان عادى، بل أكثر من عادى، أنا ابن الشعب، تربيت وترعرعت فى حى فقير جدًا فى المغرب.

ويمتلك كافر مغربى، قناة على "يوتيوب" وصفحة على "فيسبوك" تحملان اسم "كافر مغربى"، منوهًا إلى أن التسمية قد تبدو غريبة،  بل وحتى صادمة للبعض من هذا التحول، من إنسان كان فى مستوى معين من الالتزام الدينى، بلغ درجات تشمل الجانب الجهادى، إلى الكفر، أقصى الكفر، مؤكدًا أن هذا الأمر لم يأت بين عشية وضحاها، بل جاء نتيجة تراكمات.


وأشار، إلى أن مراحل الشك بدأت بدراستى للمسيحية فى ألمانيا، حيث بدأت أرى الفوارق بين ما كنت أعرفه وأفهمه عن المسيحية وأنا أرتدى نظارات الإسلام وما صرت أعرفه عنها بعيدًا عن تلك النظارات، لافتًا إلى أن الفوارق أثارت عدة مشاكل بالنسبة لى كما أثارت عدة تساؤلات.

وعن هذه التساؤلات يقول: هل أقبل بالحقائق التاريخية التى أدرسها فى الجامعة أم أقبل بما أعرفه انطلاقًا من الموروث الإسلامى؟.

وتابع قائلاً: استمر مسلسل الشك لنحو عشر سنوات، والجميل بشأن هذا الشك أنه جعلنى أرى الأمور بحياد وبعد أكاديمى أكثر.

وأكد كافر مغربى، أن "القشة التى قصمت ظهر البعير"، تكمن فى المسائل الأخلاقية فى الدين، كالحدود التى أعتبرها غير إنسانية.

وحول استخدامه لاسم مستعار، ولماذا لا يعلن إلحاده  بوجه مكشوف يقول: شخصيًا ليست لدى أية مشكلة فى الظهور، ولكن هذا الأمر سيسبب مشاكل كثيرة لأقاربه، وبالتالى تجاهلت الضرر الذى قد يلحق بهؤلاء لمجرد الظهور.

وأوضح، فى البداية أنه فكر فى تأليف كتاب عن محمد نبى الإسلام، لكن فكرة المذكرات قد جاءت عن طريق مجموعة سرية فى "فيسبوك"،  كنا نجتمع فيها وكنت أعرض يومياتى داخلها، وقد لقى ذلك إعجاب الأصدقاء فاقترح عدد منهم تجميع هذه اليوميات فى كتاب.

وأكد كافر مغربى، فى حديثه أننى استحسنت الفكرة وبدأت فعلاً فى تجميع هذه اليوميات وكتابتها على أساس مذكرات، وشجعنى كثيرون على طبعها، أما فكرة العرض فلم تكن مطروحة منذ البداية بل جاءت مؤخرًا.

وقد تفاجأ الجميع بقصة تحوله عن طريق كتابه بمعرض الكتاب الدولى، الذى عقد فى القاهرة فى مطلع العام الجارى،  والذى حمل عنوان "مذكرات كافر مغربى".

وعن انتشار كتابه قال: إن هناك من اقتنى الكتاب بدافع الفضول، وربما هناك أيضًا من يريد أن يطلع عليه حتى ينتقده، مؤكدًا أنه فى المسار الصحيح، والكتب والأصوات التى تتكلم الآن دليل على ذلك.

ورفض كافر مغربى، فى تصريحاته أن يعود من كندا ويعيش فى المغرب ليس لأجل خوفه من أفكاره الإلحادية، ولكن بسبب الوضع العام للحقوق والحريات والكرامة.

باحث تونسى: ما يوجد فى المصحف ليس"القرآن".. وبه أحاديث داعشية تتصادم مع الوحى!

أثار المفكر التونسى والمتخصص فى أنثروبولوجيا القرآن، يوسف الصديق، حالة من الجدل حول القرآن، وأنه تعرض لما وصفه بحالات من"العبث" بعد وفاة الرسول.

وأضاف، أنه من تجليات ذلك "العبث" مسألة "الناسخ والمنسوخ" التى اعتبرها "اغتصابًا للنص القرآنى".

وأوضح المفكر التونسى، الذى كان يتحدث فى مداخلة له خلال ندوة علمية تنظمها "حركة ضمير" فى العاصمة المغربية، الرباط، تحت عنوان "الحريات الفردية بين التحولات المجتمعية والمرجعية الدينية"، أن "القرآن هو "حدث" وأن هذا الحدث تم العبث به، تمامًا عند وفاة الموحى إليه وهو الرسول صلى الله عليه وسلم.

وتابع قائلاً: "لقد ألغينا طاقة هذا النص تمامًا منذ توفى الرسول ومنذ جاء المصحف"، مضيفًا فى هذا الاتجاه أن فكرته تقوم على أن "القرآن ليس هو المصحف"، وأنه "ومنذ اللحظة التى جُمع فيها وصار بين دفتين فى المكتبات وبين أيدينا انطلق وتحرر من الطاقة الكبرى".

واستدلّ الباحث التونسى فى هذا الاتجاه للتأكيد على فكرته، بأن بعض الآيات القرآنية التى يقول البعض إنها قد نُسخت، كآية "لا إكراه فى الدين"، مستنكرًا أن يقول البعض إنه لا يجوز اعتمادها فيستدلون بدلها بالآية الخامسة من سورة التوبة "فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم"، وهى آية يشدد المتحدث على أنه قد تم نزع العامل الظرفى عنها حيث إنها "مرتبطة بمعركة معينة"، بحسب وصفه.

كما شدد، على ضرورة اليقظة لأمر آخر جاء بعد الناسخ والمنسوخ وهو إلزامنا بما تذكر البخارى بعد قرنين من وفاة الرسول، فى إشارة منه إلى صحيح البخارى.


وتابع قائلاً:  "لست ملزمًا أن أعتقد بحديث أُمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ألا إله إلا الله، والذى وصفه بـ"الحديث الداعشى"، متسائلاً باستغراب كيف يمكن أن يكون ذلك الحديث لرسول قال آية "لا إكراه فى الدين"، وآية "وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون".

وأشار أيضًا إلى أن فكرة كون "القرآن صالح لكل زمان ومكان" متسائلاً:  "كيف يكون كذلك وهو يقنن فى بعض الأحايين للعبودية والرق؟" ، مطالبًا بضرورة أن يجعل للمعتقد مساحته المستقلة تمامًا عن التفكير، منوهًا أنه اليوم وبحكم الإنسانية لا يمكنه أن يحارب أو حتى يلوم من يعبد الشجر مثلا.

وطالب بوضع حد فاصل بين ما يعتقده المسلم كيفما كان وبين التفكير والعقلنة التى تنتمى لكل الإنسانية دون تحديد لمسألة العقيدة.