السبت 20 أبريل 2024
توقيت مصر 02:22 ص
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

بسبب المنشطات..«الجيم» فرد عضلات وهمية والنتيجة كارثية

الجيم فرد عضلات وهمية والنتيجة كارثية

المكملات الغذائية.. الخطر الكامن فى الأجسام.. سرطان وعجز جنسى والنهاية «وفاة»

لاعبو الجيم: الطبيعى يكسب.. طالبات «?تربية رياضية»: مستحيل نتناولها هنخسر نفسنا

خبير: محرمة دوليًا والقوانين تجرمها.. وطبيبان: العقم والسرطان نهاية استخدامها

"أنا شجيع السيما.. أبو شنب بريمة.. أول ما أقول هالى هب وأصرخ لى صرخة السبع يتكهرب ويبقى فرخة"، كلمات محفورة في أذهان كثير من المصريين من أوبريت "الليلة الكبيرة"، لكن يبدو أن هناك من أراد تحويلها إلى واقع، من خلال بناء جسم قوي، وعضلات مفتولة.

غير أن المشكلة أن هناك من يسعى للحصول على ذلك، من غير أن يبذل المجهود ويمارس التدريبات البدنية التي تؤهله لبناء جسم رياضي، وبات يلجأ إلى الطريقة الأسهل، ألا وهي ما يعرف بـ"المنشطات الرياضية والمكملات الغذائية".

وأصبح الهاجس الذي يسيطر على غالبية الشباب الآن هو اللجوء إلى الحصول على "الفورمة الرياضية" في أسرع وقت، اعتمادًا على المنشطات الرياضية، خاصة أن ذلك يسهل الحصول على الوظائف التي تشترط "الفورمة الرياضية"، كحارس أمن، وكلما زاد "النفخ" كلما زادت الفرصة في شغل وظيفة مميزة فى مكان راقٍ.

لكن في الواقع لم يعد الأمر يقتصر على هؤلاء، بل ربما نجوم في مجالات مختلفة لا يلقون عنهم لهاثًا في تحقيق هذا الحلم، وجاءت وفاة الفنان هيثم أحمد زكي لتدق ناقوس الخط، بعد أن كشفت تحقيقات النيابة عن أنه تم العثور على مكملات غذائية تناولها أثناء التمرين، وإصابته بهبوط حاد فى الدورة الدموية، ومن قبله لقي الفنانان عمرو سمير وممدوح عبدالعليم في ظروف مشابهة.

المكملات الغذائية


تتراوح المكملات الغذائية أو الهرمونات، التى تباع فى صالات "الجيم" وفى بعض الصيدليات، ما بين "حبوب" و"حقن" و"مساحيق" و"سوائل"، والأنواع الأكثر انتشارًا هى الأحماض الأمينية والبروتين والكيرياتين، التي أظهرت من الأبحاث أنها خطرة جدًا على الصحة، وقد تسبب أمراضًا تصل إلى السرطان، كما أنها تسبب العجز الجنسى وتضر بالكبد والكلى أو تؤدى للوفاة، خاصة أنه يتم أحيانًا دمجها بهرمون التيستيرون، وتوضع فى عبوات للمكملات العالمية، يكون محتواها من "بودرة السيراميك"، وأحيانًا تدخل مهربة إلى مصر.

وكشفت الدراسة الطبية التي أجريت بجامعة "هارفارد"، أن الأشخاص الذين يتناولون المكملات الغذائية أكثر عرضة للإصابة بالأمراض بـ3 مرات أكثر من الأشخاص العاديين، وأن المشاكل الناجمة عن تناول المكملات الغذائية لا تعد ولا تحصى، خاصة تلك التي تؤخذ بهدف بناء وتكبير العضلات، بدعوى أنها تعزز من الأداء الرياضي والوظائف الحيوية والطاقة، على غير الحقيقة.

تجريم المنشطات


قال فرج عامر، رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، إنه سيقدم مشروع قانون لتجريم المنشطات الرياضية في الصالات الرياضية بعد وفاة الفنان هيثم أحمد زكي، مشيرًا إلى أن "المكملات الغذائية غير خاضعة للقانون، بالإضافة إلى أنها غير معتمدة أيضًا من هيئة سلامة الغذاء الأمريكية، ما يدل على أنها ظاهرة خطيرة جدًا".

وأضاف عامر أنها "تعد هرمونات وتباع كـ"حبوب" فى صالات الجيم الرياضية وممنوعة ولا تبنى العضلات وتضاف إليها مواد بودرة السيراميك، كما أنها تؤدى للسرطان، وتتسبب فى أمراض الفشل الكلوى وسرطان الكبد والضعف الجنسى والاكتئاب الذى يؤدى إلى الانتحار".

وذكر، أنه سيطالب فى مشروع القانون بأن تصل العقوبة ضد كل من يتعاطى هذه المنشطات الرياضية ومن يروج لها إلى الحبس من 3 سنوات إلى 15 سنة.

من ناحيته، قال الدكتور محمد أحمد فرغلي، مدير النشاط الرياضي بوزارة التعليم العالي، إن "المنشطات الرياضية محرمة دوليًا في جميع المسابقات، وفقًا لميثاق اللجنة الأوليمبية الدولية، التي يتفرع منها اللجان الأولمبية على مستوى الدول مثل مصر وغيرها، وبالتالي فإن جميع الرياضيين على علم تمامًا بتجريم ومنع المنشطات بمختلف أنواعها".

وأضاف لـ"المصريون": "يتعرض الرياضي لعقوبة الإيقاف والغرامة ومنعه عن ممارسة الرياضة، وتجريم تناول المنشطات للرياضيين الهدف منه تحقيق الأمن والسلامة والصحة للفرد الممارس للرياضة، ولتحقيق مبد تكافؤ الفرص".

وأشار إلى أن "تناول الرياضي لأي دواء، يجب أن يكون تحت إشراف طبيب مصحوب بخطاب موجه للجنة الدولية المسئولة عن اللعبة"، لافتًا إلى "مخاطر المنشطات التي تتسبب في الكثير من الأضرار للأجهزة الداخلية للجسم، والخلايا، والأنسجة، والعمليات الوظيفية والإنزيمات التي تتحكم فيها العمليات الحيوية للجسم".

وأوضح أنه "في حال رغبة الرياضي في تناول غذاء بعينه، أو علاج قصور ما في عمليات التمثيل الغذائي، أو النقص الحاد في أحد عناصر التغذية، فإن عليه اللجوء إلى طبيب تغذية أخصائي لوضع برامج تغذية خاص به، نظرًا لأن البرنامج الغذائي يختلف من فرد لآخر تبعًا للجسم والعمر والنمط الجسماني ونوع الرياضة الممارسة والبيئة المجتمعية، التي يعيش بها الفرد".

مخاطر المنشطات والمكملات الغذائية

تقول خبير التغذية، رضوى سيد، إن الذين يقبلون على تناول المنشطات تتراوح أعمارهم ما بين 16و 18 عامًا، ويحصلون على عليها بناءً على نصيحة من مدرب "الجيم" للبناء السريع للجسم، لأنها ستساعد على تضخيم العضلات خلال فترة قصيرة، أسرع من القيام بالتمارين العادية.

وتضيف لـ"المصريون": "هناك عدة أنواع من المنشطات بعضها يرتبط بهرمون الذكورة، يستخدم في إعادة بناء أنسجة الجسم لدى الرجال والنساء، ولزيادة من حجم العضلات، وهناك نوع آخر معروف بـ"هرمون النمو"، يستخدم لعلاج الأطفال ويوصف عن طريق الطبيب للأطفال، الذين يعانون من نقص النمو أو النمو بشكل غير طبيعي، ولكن يتم أخذه بهدف تكبير العضلات".

وحذرت خبيرة التغذية من أن "هناك العديد من الآثار الجانبية لتناول المنشطات؛ أهمها أنها تجعل الشخص شديد العصبية، وتسبب اضطرابات النوم والاكتئاب، وهبوطًا حادًا في الدورة الدموية، وقد تسبب فشلا كلويًا وأمراض الكبد والسرطان، وقد تؤدي إلى العقم، لأنها تعمل على تقليل الحيوانات المنوية وموتها، كما أنها تسبب الوفاة في حالة حدوث سكتة قلبية مفاجئة".

وقالت إن "الاعتماد على دورة التنظيف بعد تعاطي هذه المنشطات لتخليص الجسم من آثارها معتقد خاطئ، لأنها تؤثر على هرمونات الجسم ولا يتم تنظيفها بأى شكل"، محذرة خصوصًا كبار السن من تناول "المكملات الغذائية"، باعتبار أنها ستعيد لهم الشباب مرة أخرى، لأن هذا لن يحدث وستؤثر على صحتهم أكثر من الشباب.

الطبيعي يكسب

"مستحيل طبعًا، أنا عضلاتى دى طبيعي"، كلمات قالها الطالب محمد أيمن، الذي يتدرب في إحدى صالات الجيم بمنطقة "فيصل" بالجيزة، مضيفًا: "أنا اتعودت أنى أنتظم فى الذهاب للجيم وبأكل أكل طبيعى.. عارف إيه الحاجات المهمة اللى محتاجها وتقوينى وتعملى عضلات وبأكلها، لكن مستحيل آخد منشطات".

ويضيف لـ"المصريون": "أنا عمرى ما جربتها، وإن شاء الله عمرى ما هجربها، لأن الإنسان لازم يحافظ على أجهزته الداخلية من التلف اللى ممكن يحصل بسبب المنشطات أو المكملات، واللى بيساعدنى على كده المدرب بتاعى، عمره ما قالنا نخدها بالعكس دايمًا بيحذرنا منها".

وأكد كلامه عمر العطار، اللاعب في "جيم" قريب، قائلاً: "أنا عايز أحافظ على جسمى وأنميه بس طبيعى، خطوة خطوة هعرف أوصل للجسم اللى أنا محتاجه، لكن الاستعجال بالمواد الكيماوية اللى هتدخل جسمى هتأذينى أكتر ما هتفيدني".

ويضيف عبد الرحمن زميله فى "الجيم" لـ"المصريون": "إحنا مجموعة واحدة مبادئنا واحدة الطبيعة أحسن، أكل طبيعى ورياضة نمارسها بصورة طبيعية والأجهزة المخصصة اللى بنتدرب عليها، نقدر نوصل ونحقق كل اللى بنتمناه، لكن أى حاجة هتنجز بسرعة دى خطر لازم نبعد عنه علشان نحافظ على صحتنا".

متفقة معهم في الرأي، قالت الطالبة غدير أيمن بالفرقة الثالثة كلية تربية رياضية جامعة حلوان، إن "تناول المنشطات الرياضية له مخاطر صحية كثيرة".

وأضافت لـ"المصريون": "الأولاد عايزين شكل جسمهم يكون حلو علشان كده يلجأوا لها وخصوصًا فى فترة الإجازة، لكن المشكلة أن لها مخاطر كبيرة، وممكن تؤدى للوفاة، وخصوصًا أن ممكن ياخدوها لفترة ويبطلوها بعد ما عملوا العضلات فبيرجع جسمهم يترهل ويرجع نحيف جدًا".

وتابعت: "أنا طبعًا مستحيل أخدها أنا بشتغل على جسمى طبيعى بالرياضة والنظام الغذائى بس من غير منشطات طبعًا".

وهو ما أكدته الطالبة فاطمة رضا بالفرقة الثالثة تربية رياضية، قائلة: "المنشطات محرمة علينا كلاعبين، وهى حرام لأنها بتضر الجسم كله وكلاعبة لا يصح أن أكون رياضيًا أو أشجع رياضة واستخدم المنشطات علشان أكسب فى لعبة معينة".

وأضافت لـ"المصريون": "المنشطات مضرة جدًا لأنها بتسبب هبوطًا فى الدورة الدموية وبتغير الهرمونات بشكل غير طبيعى، وأكبر مثالين لينا الفنان عمرو سمير، والفنان هيثم أحمد زكى توفوا الاثنين بسبب المنشطات الكتير اللى أخدوها وتسببت فى موتهم".

وقالت الطالبة عواطف عادل محمد، طالبة بالفرقة الثالثة تربية رياضية: "ما أحبش آخد المنشطات خالص أبدًا، لأنها مضرة للإنسان جدًا ومضرة بالشرايين والدورة الدموية، هى صحيح بتدى طاقة بس هى عاملة زي "المخدرات" ممكن الواحد يدمنها وهيبقى صعب ومش استعمالها هيكون مرة ولا اتنين، ممكن تخلينى أدمنها، وخصوصا للرجال".

وأَضافت لـ"المصريون": "للأسف فى ناس بتتعالج منها لما بتدمنها، سواء فى الجيم أو فى البطولات، بالإضافة إلى أنها بتعمل مشكلة فى الشرايين والأوردة وبتوقف إفراز غدد معينة فى المخ، وساعتها هتحتاج علاج منشطات علشان أرجع الإفرازات الطبيعية مرة تانية وهدمنها، طيب ليه يكون عندى حاجات طبيعية أضيعها وأضطر أتعالج علشان أرجعها تاني، المفروض إنى أشتغل بالطاقة الطبيعية اللى ربنا وفرها لى، علشان أكون إنسانة طبيعية".

وتقول فاطمة أيمن محمد أنور الطالبة بكلية التربية الرياضية: "لما اللاعب بيتعود يتناول المنشطات الرياضية بتأثر على أدائه مع مرور الوقت، وبالتالى بياخد جرعات زيادة وبتعمله هبوط فى الدورة الدموية وبتخليه مش قادر يلعب الرياضة اللى بيحبها، بجانب أنها محرمة دوليًا، ومع تناولها بتدى سرعة أو قوى انفجارية، واللاعب هيخسر البطولة بسهولة أو تحصله مشاكل فى العضلات مش هيقدر يلعب بسببها".

السرطان والعجز الجنسى والعقم أبرز المخاطر

أكد الدكتور على الدوينى، أخصائي علاج العقم وتأخر الإنجاب، أن ب"عض شركات الأدوية لجأت للاعتماد على المكملات الغذائية وتصنيعها وإنتاجها فى صورة أدوية، أغلبها فيتامينات ومعادن، لكن لهذه المكملات الغذائية الكثير من الفوائد فهى تحتوى على بروتينات وهى منتشرة فى عالم كمال الأجسام وزيادة الوزن والمعادن مثل الحديد، وحدثت طفرة فى هذا المجال".

وأضاف: "فعلى سبيل المثال أنتجت بعض الشركات منتج "البيروفيت"، وهو يمد الجسم بالحديد وله فاعلية كبيرة فى الوقاية من وعلاج الأنيميا، ويعتبر الأول فى هذا المجال، وهو عبارة عن أكياس بودرة سهلة الاستعمال، وقللت كثيرًا من اللجوء لنقل الدم بما فيه من مخاطر، وكذلك العلاج بالمحاليل وحقن الحديد".

وتابع: "المكملات الغذائية لها بعض الأضرار تنتج عن الإفراط في تناولها، فقد تسبب أضرارًا على الجهاز الهضمي، مثل الإسهال والغثيان، وكذلك الأرق نتيجة خلطها المكملات بالكافيين، بجانب أن لها باعًا طويلاً في علاج العقم وتأخر الإنجاب، لذلك ينصح بتناولها بجرعات محددة وبوصفات طبية.

وأيد كلامه الدكتور محمد الديب، استشاري العظام والعمود الفقرى فى القصر العيني، قائلاً إن "استخدام هرمون النمو كوسيلة لزيادة القوة العضلية وبناء العضلات فكرة خاطئة جدًا، وهى منتشرة بالعديد من الصور دون رقابة خاصة فى الأماكن والأحياء الشعبية، ومن يستخدمها أو يوصى بها لا يعرف الخطورة الحقيقية الناتجة من استخدامها على أعضائهم الحيوية وعضلاتهم".

وأضاف: "تناول المنشطات والمكملات الغذائية بصفة مستمرة يسبب السرطان والعجز الجنسى والعقم، لأن هرمون الذكورة الخارجى يعمل على وقف إفراز هرمون الذكورة، الذى يفرزه الجسم طبيعيًا، وبالتالى يؤثر على القدرة الجنسية ويضعفها وعلى نمو الحيوانات المنوية، ومن ثم يؤثر على القدرة على الإنجاب".