السبت 20 أبريل 2024
توقيت مصر 01:10 ص
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

انا والشيخ احمد!

محمد يوسف الزيات
في طفولتي المبكرة اراد والداي عليهما رحمة الله, أن يجعلاني من حفظة كتاب الله, فدفع بي الي الشيخ احمد, وهو شاب ازهري معمم , يملك من الغلظة والقسوة  مايكفي قارة باكملها, فقبلني علي مضض شريطة الا اكون بمفردي رغبة منه في توسيع قاعدة تلاميذه وطلابه, ولحسن حظي اتي عادل واخته التوأم عنايات  ليرافقني رحلة الحفظ " والعذاب" وقدر لنا وقتا للذهاب ,فذهب ثلاثتنا الي المسجد المجاور حيث شيخنا المعمم "الذي بدا انه كان طالبا ازهريا يستوطن مسجدنا المجاور ويقيم الشعائر به,وبدأ الاستاذ بتفنن منقطع النظير في تعذيبنا , واذاقتنا كل اصناف العذاب بلا اي ذنب جنيناه! ومرت دقائق هذا اليوم ثقيلة متثاقلة وشيخنا  يمعن في اذلالنا وضربنا بإسراف شديد وتقنيات مستحدثه للتعذيب! بدون ذنب جنيناه او خطأ  ارتكبناه, ومر اليوم وانجلي وعدت الي منزلي كسير حزين , اتمني من الله ان اموت حتي لا اري الشيخ مرة اخري, ولم يكن من المسموح لي به ان ابدي رأيا في الشيخ وطريقته ,فذلك ترف وتدليل لم يكن  مقبول في بيتنا, وقضيت ليلتي ونهاري بعدها حتي موعد وصالي مع الشيخ مهموما حزينا افكر في كيفية التخلص من تلك المصيبة الكبري! التي باغتتني علي حين غرة  وبدون اي توقع لها ,وفي اليوم التالي جاء وقت العصر حيث سيعقبه درس حفظ القرآن , فذهبت مجبرا مقهورا الي المسجد الذي به الشيخ ,وانتظرت صاحباي وطال انتظاري, لكن لم يأت احد منهما, نعم عادل وعنايات , استطاعا كليهما اقناع الاهل بسوء الشيخ وقسوته وغلظته , يا له من خبر سار لي , نعم اقلع زميلاي وتوقفا عن الذهاب بعد مرة واحدة  من القسوة والغلظه, فحمدت الله حمدا كثيرا وسبحته وشكرته علي نعمته التي ان وزنت وقتها بثقل الارض فاقتها وزنا وجمالا وجلالا , فالحمد لله والمنة لله لقد توقف عادل وعنايات , وأعقب ذلك رفض الشيخ المعمم للتدريس لطفل بمفرده, فسعدت وسررت وكان لي يوما مشهودا أن اعانني ربي علي تلك البلوي, فعدت سعيدا قرير العين الي منزلنا ونشرت الخبر بسعادة لاتوصف, وكنت كلما رأيت الشيخ في شارع تركت الشارع الي غيره, مخافة ان اري وجهه الذي كرهته, فلما شببت وكبرت ادركت مدي جرم ذلك الرجل في حقي وحق رفيقاي, فلقد منعنا بقسوته من حفظ كتاب الله, ولنا الله منه  وعنه 


استاذ فيزياء م. كلية العلوم بالفيوم