الخميس 28 مارس 2024
توقيت مصر 13:07 م
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

المزارات السياحية تصرخ.. والبرلمان يتحرك

السياحة فى مصر

«التوك توك» والباعة الجائلون.. أبرز أدوات التشويه.. و«الطفطف» وسيلة للتنقل بالسيدة زينب

نصر الدين: تحرك برلمانى للقضاء على الظاهرة.. عاصم: الأزمة تكمن فى غياب الوعى

على الرغم من امتلاك مصر ثلثى آثار العالم، إلا أن ذلك لا يترجم في الواقع إلى أرقام كبيرة في أعداد السياح القادمين إليها لأسباب عدة؛ فى مقدمتها استبدال المظاهر الحضارية بالمظاهر السلبية، فى مقدمتها انتشار الباعة الجائلين و"التوك توك" والتعديات العمرانية، الأمر الذى دفع الحكومة إلى تكثيف جهودها للعمل على أن تكون مصر واجهة سياحية مفضلة للأجانب.

وكشفت الحكومة فى خطتها المقدمة للبرلمان بشأن قطاع السياحة في سبتمبر الماضي، أن عدد السياح وصل إلى 14,7 مليون زائر عام 2014، فى حين حقق أدنى مستوى له عام 2016 بنحو 5,4 مليون زائر، في الوقت الذي تستهدف فيه زيادة أعداد الزائرين إلى 12 مليون زائر عام 2019/2020 مقابل 10,8 مليون زائر فى العام السابق.

ويعد شارع المعز لدين الله، أحد معالم القاهرة الفاطمية، وتم تطويره لكي يكون متحفًا مفتوحًا للعمارة والآثار، إلا أنه أصبح يعج بالباعة الجائلين والمطاعم والكافيهات، وأصبح لا فرق بينه وبين الشوارع الحديثة، الأمر الذى دفع السياح إلى العزوف عن زيارته، خوفًا من مضايقات قد يتعرضون لها.

وفي أسوان لا يختلف الأمر كثيرًا. وخلال جولة تفقدية للمحافظ اللواء أشرف عطية، للسوق السياحي في الأسبوع الماضي، أعرب عن غضبه من عدم التزام أصحاب البازارات بالأماكن المخصصة لهم وانتشار الباعة الجائلين والقمامة.

وأمر بتشكيل لجنة فنية برئاسة السكرتير العام المساعد لحصر ومراجعة التراخيص والاشتراطات البيئية والصحية والتنظيمية لجميع المحلات والبازارات فى السوق وتطويره، بما يسهم فى زيادة معدلات الحركة السياحية المترددة عليه، خاصة بعد شكوى أصحاب البازارات والمحلات من إحجام الشركات السياحية عن زيارة الوفود التابعة لها للسوق.

وتعرضت العديد من المواقع الأثرية والسياحية لأعمال تشويه مختلفة، فقد تعرضت جدران قلعة "قايتباي" لتعدٍ بالتشويه من خلال كتابة الزائرين عبارات ومصطلحات غرامية.

كما تعرض سور الكورنيش فى مدينة الإسكندرية الذى جرى إنشاؤه قبل نحو 109 سنوات للتشويه بمواد بترولية عبارة عن زيوت وشحوم مستعملة فى المنطقة ما بين محطة الرمل والأزاريطة، وذلك للمرة الثانية خلال 3 أشهر.

وبدأت محافظة القاهرة، وبالتحديد حى السيدة زينب، التحرك لوضع حد لوقف نزيف التعدى على المزارات السياحية، عبر القضاء على عشوائية "التكاتك" وتحسين المظهر الجمالى للمنطقة، وذلك من خلال توفير "طفطف" بديلًا لـ "التوك "توك، خاصة أنها تضم عددًا من المزارات السياحية، أبرزها مسجد السيدة زينب، بالإضافة إلى أماكن خدمية مركزية، مثل مستشفى 5757 ومعهد الأورام والقصر العينى ومشرحة زينهم ومحكمة جنوب.

فيما كلّف اللواء محمود شعراوى، وزير التنمية المحلية، المحافظين بتسهيل إجراءات ترخيص سيارات "المينى فان" كسيارات أجرة، والبدء فى تحديد خطوط سير لها داخل المحافظات، وذلك بديلاً عن "التوك توك".

وقال "شعراوى"، فى بيان في منتصف سبتمبر الماضي، إن الوزارة ستقوم بالتنسيق مع وزارة المالية للتواصل مع المصانع المنتجة لمركبات "التوك توك"، وسيتم تحويل خطوط إنتاجها لسيارات "المينى فان" مع قصر منتجاتها فيما يخص "التوك توك" على التصدير فقط.

وأوضح، أن الحكومة سبق وأن قامت بالتنسيق مع مصنعى "التوك توك" لتخفيض إنتاجها من تلك المركبات تمهيدًا لتنفيذ برنامج الاستبدال والإحلال واستخدام وقود الغاز.

وأشار إلى أن الوزارة تسعى مع وزارة المالية لإيجاد آليات تحفيزية لمالكى "التوك توك" لاستبدالها بسيارات المينى فان وتقديم حوافز لهم، والاستفادة من البرنامج الذى سبق وأن تبنته وزارة المالية، والجهات المعنية سابقًا فى استبدال سيارات التاكسى القديمة، ليحل محلها التاكسى الأبيض.

من جهته، قال إسماعيل نصر الدين، عضو مجلس النواب، إن "قطاع السياحة يحظى باهتمام غير مسبوق من قبل الحكومة، إلا أن المناطق الأثرية تعانى من تعامل غير حضاري من قبل بعض المواطنين وصغار المسئولين، ما يؤدي إلى تشويه المعالم الأثرية، ويحجم جهود الوزارات المختلفة للنهوض بقطاع السياحة".

وأضاف لـ"المصريون": "هناك العديد من المظاهر السلبية التى تسيء إلى صورة مصر، ومن بينها انتشار المقاهى والباعة الجائلين و"التوك توك" وغيرها من التعديات على الأماكن السياحية، مثل شارع المعز لدين الله الفاطمي، ما يؤثر على حركة السياحة بالمنطقة وليس بالشارع فحسب، خاصة أن الشارع يعد متحفًا للعمارة والآثار الإسلامية، ما يترك انطباعًا سلبيًا عن مصر لدى السائحين".

وأكد أن "انتشار المظاهر السلبية يستوجب تدخلاً فوريًا من قبل الجهات المسئولة، ويتطلب تكاتف الجهود من قبل جميع مؤسسات الدولة، والعمل جنبًا إلى جنب للقضاء على بعض المظاهر التى من الممكن أن تعرقل النهوض بهذا القطاع الحيوي".

وأشار إلى أنه تقدم بطلب مناقشة إلى البرلمان لوضع أسس وضوابط للقضاء على هذه الظواهر السلبية.

بدوره، قال وحيد عاصم، عضو مجلس إدارة الاتحاد المصرى للغرف السياحية، إن "هناك العديد من المظاهر السلبية التى يتم ارتكابها بحق المناطق الأثرية، تتمثل في إلقاء القمامة، والتبول فيها، فضلاً عن سلوك الباعة الجائلين الذي يشوه المعالم السياحية، في ظل عدم اتخاذ إجراءات ضد المتعدين على المعالم الحضارية".

وأوضح لـ"المصريون"، أن "سبب الأزمة يتمثل فى غياب الوعى بأهمية الآثار والمعالم السياحية ومردودها الثقافى والاجتماعى والاقتصادي، على الرغم من أن العالم كله لديه شغف بالحضارة المصرية، وعند زيارتها يتعامل معها كمكان مقدس له حرمة ومعاملة خاصة".

وأشار إلى أن "مصر مقبلة على نهضة سياحية شاملة ستوفر الكثير من فرص العمل، وتسهم فى تنشيط الاقتصاد المصرى كله من زراعة وصناعة ومواصلات، وكلها مرتبطة بخدمات للفنادق والمنشآت السياحية وانتقالات السياح، لذلك من الواجب على المصريين مواكبة هذه النهضة بالأسلوب المتحضر فى التعامل مع الآثار والحفاظ عليها، وفى التعامل مع السائح دون مضايقته، لتشجيعه على البقاء فى مصر مدة أطول والدعاية السياحية لمصر".