الجمعة 29 مارس 2024
توقيت مصر 12:46 م
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

أسرار تنشر لأول مرة عن أشهر مذيع برامج دينية في مصر

محمد عبد العزيز

قبل أيام، رحل الإعلامي محمد عبدالعزيز، أحد رواد الإعلام الديني في مصر، وأحد الوجوه الإعلامية الشهيرة التي انطبعت في أذهان المصريين على مدار سنوات طويلة، من خلال النقل الحي لشعائر صلاة الجمعة أسبوعيًا، وتقديم الأمسيات الدينية في المناسبات المختلفة، والبرامج الدينية على شاشة التليفزيون المصري.

ولا يعرف البعض أن بداية عبدالعزيز، كانت من خلال إذاعة القرآن الكريم، التي تقلد العمل بها بعد أن ظلت لمدة 3سنوات تقتصر على إذاعة التلاوات القرآنية بعد انطلاقها في عام 1964 دون تقديم أو تعقيب، وهو صاحب العبارة الشهيرة: "إذاعة القرآن الكريم من القاهرة"، ويعتبر أول مذيع ديني متخصص.

والإعلامي الراحل، تخرج فى كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، وكان يرتدى العمامة الأزهرية، ومتمكنًا من اللغة العربية، وباشر فور تعيينه بإذاعة القرآن، عمله في تقديم الإذاعات والاحتفالات الدينية لكبار القراء والمحدثين.

وأشهر هذه الحلقات تقديمه لذكرى فتح مكة تحت رعاية رئاسة الجمهورية من ساحة قصر عابدين، وتلاوة للشيخ عبدالباسط محمد عبدالصمد، وغيرها من مقابلات مع وزراء الأوقاف والمفتيين، وكبار علماء الأمة.

وقدم عددًا من البرامج الدينية، منها "في رحاب الإيمان" و"قضايا معاصرة" و"أنوار الإيمان"، فضلًا عن تقديم شعائر صلاة الجمعة والفجر، وذلك قبل أن يحال إلى المعاش عام 2005، كما شارك في تقديم بعض البرامج الدينية على التليفزيون المصري.

ويعتبر الإعلامي محمود حسن إسماعيل، هو صاحب الفضل عليه مهنيًا، حيث أعطاه الدفعة الأولى لانطلاقته الإعلامية فكان أول صوت ينطلق من إذاعة القرآن الكريم، إلى جانب الإعلامية سامية صادق التي أكد أنها أعطته فرصة لتقديم برنامجه الديني ( في رحاب الإيمان) على إذاعة البرنامج العام.

وكشف في مقابلة له، عن أنه في بداية عمله في إذاعة القرآن الكريم ورد إليه خطاب من مستمع يطلب منه أن يزوره في منزله ليطرح عليه بعض الأسئلة وبالفعل زاره في بيته ووجده يعاني من شلل منذ 30 عامًا.

وقد حفظ القرآن الكريم وهو على هذه الحالة وطرح عليه بعض الأسئلة التي تخص الصلاة وصارت بينهما صداقة وكان يزوره أسبوعيًا.

لكن هناك جانبًا آخر في حياة الإعلامي الراحل لا يعرفه سوى المقربين منه فقط، وهو أنه إلى جانب عمله الإعلامي كان يتقلد منصبًا دبلوماسيًا، إذ كان يعمل سفيرًا لدولة المالديف التي يرتبط بعلاقة صداقة قديمة برئيسها مؤمن عبدالقيوم.

يقول الإعلامي تهامي منتصر، الذي زامل الإعلامي الراحل في بداياته، وارتبط بعلاقة صداقة معه لسنوات طويلة، إن عبدالعزيز تخرج في كلية الشريعة والقانون بالأزهر، وكان رفيق دربه الطالب المالديفي المبتعث مأمون عبد القيوم توطدت بينهما صداقة فاقت الأخوة والنسب.

وأضاف: "كان الإعلامي الراحل العزيز سفيرًا يحمل جواز سفر دبلوماسي من دولة جزر المالديف، فبعد أن صعد نجم زميل دراسته ورفيق دربه مأمون عبد القيوم وأصبح رئيسًا لدولة جزر المالديف، وكانت لا تزال دولة ناشئة في طور البناء الاقتصادي، وتخفيضًا للنفقات أصدر الرئيس عبد القيوم قرارًا رئاسيا بتعيين محمد عبدالعزيز عبد الدايم سفيرًا بدرجة وزير مفوض لبلاده في مصر وسلمه جوازًا دبلوماسيًا كشأن كل السفراء في العالم".

وأشار إلى أن عبد العزيز "وضع علم المالديف في شرفة بيته الذي تحول إلي سفارة للمالديف، وأصبح كل مسافر إلى هذا البلد يذهب إليه ويحصل على التأشيرة بالختم الرسمي علي جواز السفر، ولم يفاخر بهذا ولم يعلنه كثيرًا، لكنا نعرف ذلك عن قرب منه وقد حصلت شخصيًا على تأشيرة دخول للمالديف بتوقيع السفير محمد عبد العزيز عبد الدايم".

وقد توفي الإعلامي الراحل في منزله بمنطقة المهندسين وحيدًا، إذ لم يكن متزوجًا وليس لديه أولاد.

وحول سر عزوفه عن الزواج، قال منتصر: "لم يرزق الأستاذ بولد.. أي ولد وقد آثر أن يبقي وحيدًا ومعه السر المكنون وقد حاولت أن استفزه لأعرف رأيه في المرأة، فقال: حتة شيكولاته وأنا عندي السكر هههههه وضحك وأضحكني من القلب".