الجمعة 29 مارس 2024
توقيت مصر 16:55 م
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

«كوارث الدفايات».. الوقاية خير من الموت حرقًا (أهم التحذيرات)

كوارث الدفايات

يلجأ كثير من الناس إلى «المدفأة الكهربائية»، خاصة في أيام البرد الشديد، التي لا تجدي معها طبقات الملابس المتعددة نفعًا في أحيانًا كثيرة، للتخفيف من حدة الصقيع الذي يشعرون به.

لكنها تتسبب في حوادث كثيرة تؤدي إلى الوفاة في بعض الأحيان، كما حدث خلال الفترة الماضية التي تكررت فيها حوادث «الدفايات»، كان أبرزها وفاة والد الفنان إيهاب توفيق؛ نتيجة تلامس كهربائي لأسلاك جهاز التدفئة المتواجد في البيت ما أدى لحرائق واسعة وكبيرة، أسفرت عن تفحم أجزاء كثيرة بفيلته.

كما لقي 3 أطفال مصرعهم مؤخرًا إثر حريق داخل غرفة بشقة سكنية في منطقة المقطم؛ بسبب ماس كهربائي في مدفأة. وفى 5 يناير الماضي، اندلع حريق هائل بمنزل الفنانة نادية سلامة، بسبب عطل في «الدفاية»، ما أدى إلى تفحم محتويات الشقة بأكملها، رغم محاولة 3 سيارات إطفاء من السيطرة على النيران وإخمادها.

وقبل أيام، نشرت الإعلامية بسمة وهبة فيديو على صفحتها الخاصة بموقع «انستجرام»، كشف عن احتراق «فيشة الدفاية» الخاصة بها، التي كادت أن تتسبب في اشتعال النيران بمنزلها.  وعلقت على الفيديو قائلة: «ربنا نجاني الحمد لله من موت محقق الحمد لله يا رب لك الحمد والشكر».

ولقي عروسان بمركز شبين الكوم مصرعهما خنقًا بسبب استخدام «المدفأة الكهربائية»، في غرفة النوم، ما أصابهما بحالة من الاختناق التي أودت بحياتهما.

الدكتور مجدي صليب، وكيل أول وزارة ومدير المركز القومي لدراسات السلامة والصحة المهنية، قال إن «الدفايات الكهربائية تمثل خطرًا عظيمًا داخل البيوت حال استخدامها بطريقة خاطئة، وعلى الرغم من تكرار الحوادث الناتجة عنها لا زال الكثيرون غير مدركين لخطرها أو متغافلين عن ذلك».

وقدم صليب في تصريحات إلى «المصريون»، مجموعة من النصائح عند التعامل مع المدفأة، تفاديًا للحوادث:

- «الدفايات وغيرها من الأجهزة الكهربائية غير مجهزة للاستخدام المتواصل على مدار 24 ساعة، وبالتالي استعمالها لوقت طويل خطر داخل البيوت».

- «كثيرون يستخدمون الدفايات داخل غرف النوم المغلقة، ما ينتج عنه قلة الهواء والرطوبة النسبية وكذلك درجة الحرارة الإشعاعية كما تقل سرعة الهواء، وذلك يؤدي إلى الاختناق تدريجيًا وصولًا للموت».

-«لا يغرك الأسعار المنخفضة ولا تنساق وراء الدعايات غير المعروفة، تعرف على الإرشادات المكتوبة للاستخدام الصحيح للدفايات».

- «يجب التأكد من مطابقة الأجهزة الكهربائية للمواصفات الدولية، وأنها ليست من إنتاج مصانع بير السلم، لا سيما وأنه خلال هذه الفترة ظهرت أنواع كثيرة منها لمصانع غير معروفة لا تلتزم بأية معايير».

- «معظم دول العالم باتت تستخدم أجهزة الكشف المبكر عن الغازات، وتستخدم في كل الأماكن المنازل والفنادق والشركات وغيرها لكنها غير موجودة في مصر رغم أنها بأسعار زهيدة، ولا أدري لماذا لا تستخدم؟».

من جهته، نبه الدكتور محمد كمال، خبير السلامة المهنية إلى أمر مهم عند التعامل مع المدفأة:

-«يجب الانتباه لأمر هام عند استخدام الدفايات الكهربائية، إذ أن توصيلها بمشترك ذات جودة رديئة يؤدي إلى حدوث مشكلات، لأنها لا تتحمل قوة جهد الدفاية، ما ينتج عنها احتراقها، وبالتالي ربما تؤدي إلى اندلاع حريق داخل الشقة، ربما يخلف إلى وفيات وإصابات».

وكان أكد متولي، عضو لجنة الصناعة بمجلس النواب، تقدم بطلب إحاطة البرلمان، بسبب الدفايات مجهولة المصدر، المنتشرة في الأسواق؛ والتي قال إنها تتسبب مباشرة في وفيات.

وأوضح، أنه لا بد من التفرقة بين التي تكون مطابقة للمواصفات والتي يتم استيرادها عن طريق مستوردين معتمدين وخاضعة للمواصفات القياسية.

وحذر المصريين من الدفايات الرديئة التي تستخدم فيها منتجات رديئة وأسلاك لا تتحمل الضغط العالي؛ وتسبب حرائق كثيرة ووفيات أكثر.

وفي تصري سابق، قالت الدكتور مها غانم، مديرة مركز السموم التابع لكلية الطب جامعة الإسكندرية، إن المركز استقبل 90 حالة تسمم بسبب استنشاق غاز أول أكسيد الكربون الناتج عن استخدام السخانات و"الدفايات"، وذلك خلال 14 يوما بدءا من شهر يناير الجاري.

وحذرت غانم، من خطورة غاز أول أكسيد الكربون والمعروف بـ«القاتل الصامت»، وذلك أثناء الاستحمام أو عمل البخار المغربي داخل المنزل، فضلا عن البوتاجازات وبعض وسائل التدفئة مثل إشعال الخشب والفحم وعوادم السيارات في مكان مغلق عديم التهوية.

وطالبت مديرة مركز السموم، المواطنين بضرورة التأكد من حالة السخانات والدفايات في البيوت، وأنها تعمل بكفاءة تامة ولا يوجد أي تسريب من الأجهزة، وإجراء صيانة للأجهزة دورياً، نظرًا لخطورتها على الصحة حيث تسبب الإصابة بالتسمم.

وشددت على ضرورة التوجه إلى المركز في حالة الشعور بصداع أو غثيان وإغماء وتشنجات وصعوبة في التنفس، لافتة إلى أن نسبة الإصابة تزداد في موسم الشتاء نتيجة استعمال السخانات التي من الممكن أن يتسرب منها أول أكسيد الكربون.