الخميس 28 مارس 2024
توقيت مصر 10:41 ص
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

قصة أول عملية زراعة وجه في العالم.. ولماذا انتهت بالوفاة؟

قصة أول عملية زراعة وجه في العالم

تعد إيزابيل دينوير، أول شخص في العالم يخضع لعملية زرع للوجه، بعد أن تعرضت لهجوم من كلبها الذي قام بنهش وجهها بشراسة، ما أدى إلى تشويه أنفها وشفتيها.

كانت إيزابيل، صاحبة أول اختراق طبي كبير تحقق في عام 2005، حيث أعطت الجراحة التي خضعت لها الأمل لضحايا الحوادث والهجمات في جميع أنحاء العالم.

تعود بداية الحادث الماسأوي إلى 27 مايو 2005، عندما كانت السيدة وهي أم لاثنين، داخل منزلها في بلدة شمالي فرنسا، عندما تناولت جرعة زائدة من الحبوب المنومة من أجل نسيان مشاكلها.

في ذلك الوقت، أنكرت إيزابيل أنها كانت تحاول قتل نفسها، لكنها اعترفت لاحقًا بأنها كانت محاولة انتحار.

سقطت على قطعة من الأثاث، قبل أن تستيقظ، وعندما أرادت تدخين سيجارة ، لم تستطع شفتاها السيطرة عليها، لتنظر حولها، فوجدت الدم على الأرض، وكلبها بجانبه.

توجهت إلى المرآة، لكن الأمر كان لا يصدق كما تقول، لقد كان أمرًا فظيعًا، لدق مضغ كلبها المحبوب معظم الجزء السفلي من الوجه، لقد تلاشت شفتاها، وكذلك ذقنها ومعظم أنفها، ولم يكن هناك سوى ثقب دموي، وفق صحيفة "ديلي ستار" البريطانية.

بعد أن استدعت والدتها في حالة من الذعر، تم نقل إيزابيل إلى المستشفى ووضعها تحت رعاية جراح الوجه الشهير، الذي قال إن إصاباتها كانت شديدة الخطورة بالنسبة لإعادة بناء الوجه المعتادة.

كان أملها الوحيد هو زرع جزئي للوجه، وهو شيء لم يتم إجراؤه بنجاح بسبب صعوبة زرع الأنف والفم. كان عليها أن تنتظر شهورًا للحصول على متبرع، وقضت معظم هذه الفترة داخل غرفتها بالمستشفى، حيث كانت تشعر كما لو كانت لديها "وجه وحش".

وفي 27 نوفمبر 2005، تم العثور على متبرعة قتلت في حادث، كانت متوفاة دماغيًا، وأتاح لها ذلك إجراء الجراحة المبتكرة، على الرغم من أن العديد من الخبراء في ذلك الوقت شككوا في أخلاقيات عملية زرع الأعضاء التي حاول فيها كل من المتبرع والمتلقي الانتحار.

تم أخذ مثلث من أنسجة وجه المتبرع، بما في ذلك أنفها وفمها، من جسدها وتم زرعه في وجه إيزابيل في إنجاز عالمي.. كانت العملية ناجحة في البداية، حيث طورت إيزابيل القدرة على تناول الطعام والشراب بعد ثلاثة أشهر، وتمكنت من الابتسام بعد عام من خضوعها للعملية.

حظيت العملية باهتمام وسائل الإعلام الدولية، لكن كان من الصعب عليها أيضًا التكيف مع مظهرها الجديد والشعور بوجه شخص آخر بمفردها.

بحلول عام 2012، بدت معتادة على ذلك، وأخبرت هيئة الإذاعة البريطانية أنها "تحدق فقط" إذا نظر الناس إليها نظرة غريبة في الأماكن العامة.

قال الأطباء إنها عانت من مجموعة من الآثار الجانبية الجسدية في السنوات التالية لعملية الزرع، بما في ذلك الفشل الكلوي ورفض الأنسجة، وكان عليها أن تأخذ مثبطات مناعة يوميًا لتبقى على قيد الحياة، ومنع وجهها الجديد من التفكك مع مرور الوقت.

توفيت إيزابيل بسبب السرطان في عام 2016، لكن لم يتم الإعلان عن وفاتها لمدة أربعة أشهر.

وذكرت صحف محلية أن جسدها بدأ يرفض وجهها المزروع في العام السابق لوفاتها، وأنها "فقدت جزءًا من استخدام شفتيها"، وتسبب الأدوية التي تتناولها يوميًا في إضعاف نظام المناعة لديها.

وكان وجهها الجديد، الذي كانت تأمل أن تعيش معه حياة أفضل سببًا في وفتها.

ووفقًا لمستشفى جامعة "بيكاردي أميان"، تم إجراء 36 عملية زراعة للوجه في جميع أنحاء العالم منذ إجراء أول عملية لإيزابيل، وتوفي ستة من الذين خضعوا للعملية.

وقال المستشفى إن معظم مرضى زراعة الوجه يصابون بمشاكل حادة في الجلد، بالإضافة إلى تعرضهم لخطر المضاعفات المعدية والأورام والسكري وفشل الكلى وارتفاع ضغط الدم.