الثلاثاء 23 أبريل 2024
توقيت مصر 16:43 م
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

لماذا تتعافى الأغلبية من «كورونا» ويموت البعض الآخر به؟

كورونا

تختلف أعراض الإصابة بفيروس كورونا المستجد من شخص لآخر، وفي حين يتعافى معظم المصابين منه بعد بضعة أيام من الراحة، تواجه قلة غير محظوظة، خطرًا يهدد حياتها جراء الفيروس القاتل.

ويعد العمر أحد العوامل، حيث من المرجح أن يدخل المرضى الأكبر سنًا المستشفى، بشكل أكبر من صغار السن، ويبدو أن الفيروس يصيب الرجال أكثر من النساء.

والأكثر تعرضًا لخطر الإصابة بالفيروس هم الذين يبلغون من العمر 60 عامًا أو أكثر، والذين يعانون من أمراض سابقة، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض القلب.

ويعاني واحد من كل سبعة مرضى من صعوبة في التنفس ومضاعفات شديدة أخرى، بينما يعاني 6 في المائة منهم من وضع صحي حرج، وفق صحيفة "ديلي ستار" البريطانية.

والفرق الرئيسي هو مدى تقدم المرض داخل الجسم. إذ يتواجد الفيروس نفسه في الأنف والحلق، وإذا تمكن الجهاز المناعي للمريض من السيطرة على الفيروس في تلك المرحلة، فمن المرجح أن تظل الحالة خفيفة.

لكن إذا تقدمت العدوى أكثر في القصبة الهوائية، واستقرت في المنطقة الرقيقة المؤدية إلى الرئتين، فإن الخطر يزداد بشكل كبير، وأحيانًا بسرعة كبيرة.

وبمجرد أن يصل الفيروس إلى أنسجة الرئة، فإنه يسبب الالتهاب الرئوي، لكن الضرر الثانوي الناتج عن الاستجابة المناعية للجسم للعدوى يزيد المشكلة سوءًا.

وفي بعض الأحيان قد تخرج استجابة الجسم للعدوى عن السيطرة. إذ أنه عندما يدخل "السارس" CoV-2 ، الفيروس الذي يسبب فيروس (Covid-19 ) في الرئتين، يتفاعل الجهاز المناعي عن طريق احتشاد الأجسام المضادة ضد الفيروس.

وفي بعض المرضى، يهاجم الجهاز المناعي في ما يسمى بعاصفة "السيتوكين"، وهي الظاهرة التي قتلت الملايين خلال جائحة الإنفلونزا الإسبانية عام 1919.

لا يدمر الجهاز المناعي الخلايا المصابة بالفيروسات فحسب، بل يدمر أيضًا أجزاء مهمة من الجهاز التنفسي، مثل الشعيرات التي تمنع الغبار والسوائل من دخول الرئتين.

وقال "جيفري ك.توبنبرجر"، خبير في جائحة الإنفلونزا الإسبانية، لمجلة "فورتشن": "ليس لديك القدرة على إبقاء الأشياء خارج الجهاز التنفسي السفلي"، في إشارة إلى الجزء الذي يقع أسفل الأحبال الصوتية.

وأضاف: "يمكن أن تشمل "الأشياء" جراثيم خطيرة تقتصر عادةً على الأنف والحلق، بالإضافة إلى البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية التي تتكاثر في المستشفيات. ومن المفارقات، أن مكانًا واحدًا تعيش فيه هذه الحشرات الفتاكة هو في البيئات الرطبة للمراوح الميكانيكية".

ويحاول الباحثون في لندن معرفة سبب تأثير فيروس كورونا على بعض الأشخاص بشدة أكثر من الآخرين.

يتم اختبار حوالي ألف من العاملين في مجال الرعاية الصحية في مستشفى "سانت بارثولومي"و" الذين اتصلوا بالفيروس لمساعدة الباحثين في محاولة معرفة سبب إصابته فقط لرئتي بعض الضحايا.