الجمعة 29 مارس 2024
توقيت مصر 12:34 م
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

معدل الوفيات بكورونا أقل ست مرات في الدول التي تستخدم لقاح السل

علاج كورونا

كشفت دراسة حديثة، أن الدول التي تقوم بتطعيم مواطنيها بلقاح (BCG ) المقاوم للسل تتراجع فيها معدلات الوفيات بفيروس كورونا المستجد أقل بنحو ست مرات.

اللقاح الذي تم تطويره منذ مائة عام، للحماية من الإصابة بالسل البكتيري، لا يزال يعطى في الكثير من البلدان حتى اليوم، للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و 14 عامًا.

ويمتلك اللقاح تأثيرًا قويًا ضد التهاب السحايا ومرض السل عند الأطفال، إضافة لقدرته الفعّالة في حماية الجهاز التنفسي من الفيروسات والبكتريا.

ويعتقد الأطباء الآن أن هذا اللقاح يمكن أن يلعب دورًا مهمًا في جائحة فيروس كورونا عن طريق دعم جهاز المناعة، وهو ما جعلهم يبحثون الآن في إمكانية استخدامه بما يساعد في الحماية من الفيروس المميت.

وأوضحت الدراسة أن الدول التي تستخدم لقاح (BCG ) تراجعت لديها نسبة الإصابة بالفيروس أقل ست مرات تقريبًا من الدول التي لا تستخدمه.

وقام فريق من الباحثين في الولايات المتحدة بتعديل العوامل التي يمكن أن تشوه النتائج، مثل الوضع الاقتصادي للدولة ونسبة المسنين. ونظروا في معدل الوفيات لكل مليون شخص في كل دولة .

وقال خبراء كلية "جونز هوبكنز بلومبرج" للصحة العامة: "الملاحظة المثيرة للاهتمام الارتباط كبير بين استخدام BCG وانخفاض معدل الوفيات بفيروس Covid-19 ".

ونشرت نتائج الدراسة على موقع (MedRxiv ) - موقع أرشيفي على الإنترنت - حيث لم تتم مراجعة البحث من قبل الأكاديميين بعد.

واستخدم الباحثون البيانات المتاحة، وأجروا تقديرًا لمعدل وفيات الحالات في أعلى 50 دولة أبلغت عن أعلى حالات الإصابة، وقارنوا هذه الحالات والوفيات ببرامج التطعيم بلقاح السل في كل بلد.

وتوصل الباحثون إلى أن متوسط?معدل الوفيات يختلف اختلافًا كبيرًا وفقًا للتصنيف الاقتصادي للبلد، حيث وُجد أن معدل وفيات الإصابة بالفيروس لكل مليون في البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة الدخل والمرتفعة الدخل المتوسطة والمرتفعة الدخل 0.4 و 0.65 و5.5 على التوالي.

وقالوا إن حقيقة ارتفاع معدل الوفيات في الدول الغنية كان "غير بديهي" لكنهم لم يتمكنوا من تفسير السبب. وأشاروا إلى بحث سابق يشير إلى أن "الوفيات الناجمة عن أمراض الجهاز التنفسي الحادة تكون عادة أعلى في البيئات منخفضة الدخل بسبب عوامل الخطر الاجتماعية والديموجرافية والاقتصادية المتعددة"، وفق ما نقلت صحيفة "ديلي ستار" البريطانية.

مع ذلك، قال الباحثون إن الدراسة يجب أن تؤخذ بحذر حيث أن هناك العديد من القضايا التي قد تحرف النتائج.

يأتي ذلك في الوقت الذي بدأ فيه العلماء في أربع دول تجارب لبحث ما إذا كان يمكن للقاح (BCG ) أن يقلل من فرص الوفاة بفيروس كورونا .

ويقوم فريق بمعهد أبحاث "مردوخ" للأطفال في "ملبورن" بإجراء اختبارات سريعة على البشر على نطاق واسع. ويتطوع حوالي 4000 من عمال المستشفيات الأستراليين للمشاركة في تجربة الستة أشهر، وفقًا لوكالة "بلومبرج".

وفي هولندا، يجرى اختبار على 1000 من موظفي الرعاية الصحية.

وقال كبير الباحثين نايجل كيرتس، رئيس أبحاث الأمراض المعدية في معهد أبحاث "مردوخ" للأطفال في ملبورن"، إن اللقاح "يمكن أن يعزز جهاز المناعة حتى يتمكن من الدفاع بشكل أفضل ضد مجموعة كاملة من أنواع العدوى المختلفة".

وأضاف: "لن نقوم بتفعيله إذا لم نعتقد أنه قد ينجح. نحن بحاجة إلى التفكير في كل طريقة ممكنة يمكننا من خلالها حماية العاملين في مجال الرعاية الصحية. إذا نجحت هذه التجارب، فقد يعني ذلك أنه يمكن طرح اللقاح الرخيص للمساعدة في حماية موظفي الخطوط الأمامية المعرضين لمخاطر عالية".

وقال بيتر أوبينشو، أستاذ الطب التجريبي في جامعة "إمبريال كوليدج لندن"، إن لقاح (BCG ) قد يعزز "المناعة المدربة" على المدى القصير، حيث يكون الجسم في حالة تأهب قصوى ضد العدوى. هذا يعني أنك قد تكون أقل عرضة للإصابة بالعدوى خلال تلك الفترة، لأن الجهاز المناعي من المرجح أن يستجيب بسرعة كبيرة إذا اكتشف غزوًا أجنبيًا".

لكن خبراء آخرين أبدوا تشككًا حياله.

وقال البروفيسور هيو بنينجتون، من جامعة أبردين: "علينا أن نجرب كل شيء، وقد تعطي BCG بعض الفوائد، ولكن لا ينبغي أن ينظر إليه على أنه الكأس المقدسة".