السبت 20 أبريل 2024
توقيت مصر 09:17 ص
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

في الصحافة والحياة

كيف ينتشر الوباء الصامت؟!

الوباء الصامت.. هكذا حذرت منظمة الصحة العالمية من كورونا في الدول الأفريقية، دون استثتاء دولة واحدة، في ظل اختبارات الفحص القليلة أو المسحات التي لم تتجاوز حسب المنظمة1.5% من إجمالي الاختبارات في العالم.
ندرة الاختبارات تعني أن إصابات كورونا تتوغل في صمت، والناس تموت في صمت، بينما الأرقام التي تعلنها وزارات الصحة في تلك البلدان لا تعكس سوى أصحاب الحظ أو النفوذ أو الواسطة الذين جعلتهم ضمن نادي المسحات أو الاختبارات.
من سوء حظ هذه الدول وإعلامها المرتجف أن منظمة الصحة العالمية أضطرت في ثاني أيام العيد، الاثنين، إلى التنبيه إلى حقيقة صادمة، أن وباء صامتا يهدد قارة كبيرة  إذا لم يعط القادة أولوية لإجراء اختبارات الكشف عن الفيروس.
وقال سامبا سو  مبعوث المنظمة في مؤتمر صحفي إن "النقطة الأولى بالنسبة لي بخصوص أفريقيا، مبعث قلقي الأول، هو أن عدم إجراء اختبارات يؤدي إلى وباء صامت في أفريقيا. لذلك يجب علينا مواصلة دفع القادة لإعطاء الأولوية للاختبارات".   
وحدد المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، أن أفريقيا شهدت تشخيص أقل عدد من حالات الإصابة بفيروس كورونا إذ مثلت أقل من 1.5% من العدد الإجمالي العالمي لحالات الإصابة و0.1% فقط من الوفيات.
لا يوجد سبب مقبول لندرة اختبارات التشخيص، أو إرجاعها للتكلفة الاقتصادية. جميع دول العالم خصوصا تلك التي تعرضت لإصابات ووفيات عالية، واجهت الفيروس بتوسيع قاعدة الفحص، واقتطعت ميزانيات ضخمة لذلك، وقلصت أو أوقفت الانفاق في مجالات أخرى،  وهذا أمر منطقي مع جائحة تهدد الوجود البشري.
ليس جيدا أن تخبر الناس يوميا بأرقام لا تتجاوز مئات الإصابات ووفيات قليلة من خلال فحص أعداد محدودة لم يتح سوى للبعض منهم الحصول على أسرة في مستشفيات العزل.
السعودية مثلا وسعت نطاق الفحص فتم تشخيص أعداد كبيرة يوميا، يمكن أن تنزعج منها لأول وهلة، لكن بعد التريث والتدقيق تتأكد أنها استفادت من ذلك في تجهيز مستشفيات كافية وفي وفيات أقل بكثير جدا من مصر التي تنخفض أعداد إصاباتها الرسمية.
ذلك جعل السعودية فجر الثلاثاء تتخذ قرارات العودة التدريجية للحياة الطبيعية، مثل فتح المساجد للجمعة وصلاة الجماعة ما عدا مكة،  وتقليل فترات حظر التنقل والسماح بالعودة لأماكن العمل، والتنقل الداخلي ورحلات الطيران المحلية، والوعد بمراجعة فورية لوقف العمرة وتأشيرات الزيارة، والسماح بالتجمعات الاجتماعية لأقل من 50 شخصا.
انتهت مسلسلات الخيال في رمضان وبات علينا العودة إلى الواقعية والشفافية، وعدم إنكار الحقائق، والتوقف عن استدعاء إعلام أحمد سعيد من الستينيات،   فحقائق الأوبئة مثل نتائج الحروب لا يمكن التغطية عليها بأرقام لا تعكس الحقيقة.