الجمعة 29 مارس 2024
توقيت مصر 00:27 ص
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

«واجب شرعًا يأثم الممتنع عنه»

الأزهر يوجب على المُتعافين من كورونا التبرع بالبلازما

مركزُ الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية
حث مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، المُتعافين من فيروس كورونا المستجد على التبرع بالبلازما لعلاج المصابين بالفيروس، وهو ما أفتى بوجوبه، واعتبار الممتنع عنه بغير عذر "آثم شرعًا".

وتعليقًا على دعوة الأجهزة الطبية المتعافين للتبرع ببلازما الدم لمساعدة المُصابين؛ سيَّما الحالات الحرِجة منهم؛ نظرًا لما تحتوي عليه من أجسام مضادة للفيروس قد تُسهِم بشكل كبير في تحسن تلك الحالات؛ قال المركز إن الاستجابة لها "واجب كفائي إن حصل ببعضهم الكفاية، وبرئت ذمتهم، وإن لم تحصل الكفاية إلا بهم جميعًا تعين التبرع بالدم على كل واحد منهم وصار في حقِّه واجبًا ما لم يمنعه عذر، وإن امتنع الجميع أَثِم الجميع شرعًا؛ وذلك لِمَا في التبرع من سعي في إحياء الأنفس".

واعتبر أن "إحياء نفسٍ واحدةٍ عند الله سُبحانه كإحياء النَّاس جميعًا"، مستشهدًا بقول الله: "..وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا.."، فضلًا عمَّا في التّبرع من اتصافٍ بحسْن الخُلق، والجُود، والمروءة، ونَفْع الخَلق، وقضاء حوائج العباد، والمحافظة على حياتهم، وحبّ الخير للناس، وكل هذه عبادات عظيمة في الإسلام".
وأشار المركز في هذا السياق إلى أدلة من السنة النبوية، ومنها حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "ولأنْ أَمْشِي مع أَخٍ لي في حاجَةٍ أحبُّ إِلَيَّ من أنْ اعْتَكِفَ في هذا المسجدِ -يعني مسجدَ المدينةِ- شهرًا"، وقال أيضًا: "مَنِ اسْتَطَاعَ مِنكُم أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ"، وقال النبي لأحد صحابته: "أَتُحِبُّ الْجَنَّةَ"» قال: نَعَمْ، قَالَ: "فَأَحِبَّ لِأَخِيكَ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ".

ورأى أن "التبرع بالبلازما للمصابين نوع من الشَّكر العملي على نعمة العافية بعد البلاء، والشّفاء من عُضال الدّاء"، مدللاً على ذل بقول الله تعالى: "اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ? وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ"، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "صَنائِعُ المعروفِ تَقِي مَصارعَ السُّوءِ". 

في المقابل، وصف مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، امتناع المُتعافي عن التَّبرع مع قُدرته بأنه "شح نفس، وضعف يقين، وأَثَرة وأنانية، ولا شك هي أمور مذمومة، مذموم من اتصف بها آثم".

واستدل على ذلك بقوله: "أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ . فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ . وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ . فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ . الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ . الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ . وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ".

وفيما نقل عن القرطبي قوله: "قال الماوردي: الْمَعُونَةُ بِمَا خَفَّ فِعْلُهُ وَقَدْ ثَقَّلَهُ اللَّهُ" [تفسير القرطبي (20/ 214)]، قال المركز: "ولا شك أن منع البلازما بغير عذر من منع الماعون".

وأهاب مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، بالمُتعافين بالبلازما جميعًا أن يتنافسوا في أداء هذه الفريضة ونيل أجرها العظيم؛ فقد اختصهم الله سبحانه بفضله، وشملهم بلطفه، وجزاء الإحسان عند الله إحسان.