السبت 20 أبريل 2024
توقيت مصر 10:09 ص
المصريون
رئيس مجلس الإدارة و رئيس التحرير

جمال سلطان

دراسة جديدة: المدخنون أقل عرضة لكورونا بنسبة 50 في المائة

المدخنون أقل عرضة لكورونا بنسبة 50 في المائة
كشفت دراسة جديدة، أن المدخنين أقل عرضة للإصابة بفيروس كورونا المستجد، وهو أحدث دليل يقدم حتى الآن على أن النيكوتين قد يكون واقيًا من الفيروس المميت. 

ومنذ أن خرجت الأزمة عن السيطرة، رصد باحثون انخفاض معدلات الإصابة بشكل غير معتاد بين المدخنين الذين يعانون من (كوفيد – 19) في المستشفيات.

ووجد خبراء في إسرائيل، أن الأشخاص البالغين الذين يدخنون السجائر أقل عرضة للإصابة بالفيروس في المقام الأول. 
وتوصل الباحثون إلى تلك النتيجة بعد بتحليل بيانات من 3 ملايين شخص، ومن بينها 115 ألف مسحة للفيروس، واكتشفوا تأثيرًا وقائيًا "حقيقيًا" للتدخين.

ووفقاً للدراسة، فإن 10 في المائة من المرضى الذين ثبتت إصابتهم بـ (كوفيد – 19) كانوا مدخنين، مقارنة بـ 19 في المائة من عموم السكان. 

ويعتقد الخبراء أن النيكوتين، المادة الكيميائية التي تسبب الإدمان على التبغ تتنافس مع الفيروس على الارتباط بخلايا الجسم، وبالتالي تمنعه من الدخول. 

ويدعي العلماء، أن النيكوتين يوفر وسيلة مشروعة للوقاية من (كوفيد – 19) وعلاجه، حيث يستمر السباق العالمي لإيجاد علاج لوقف الوباء. 

وتشير الدراسات إلى أن النيكوتين قد يوقف فرط تفاعل الجهاز المناعي الخطير يسمى عاصفة السيتوكين، التي تقتل العديد من مرضى (كوفيد – 19).

وتأتي الدراسة الإسرائيلية، التي لم يتم فحصها بعد من قبل علماء آخرين، بعد أن دحض علماء بريطانيون في الأسبوع الماضي النظرية القائلة بأن التدخين يحمي من فيروس كورونا، وفق صحيفة "ديلي ميل". 

وجمعت الدراسة بيانات من أكثر من ثلاثة ملايين شخص من المستفيدين من خدمات شركة الرعاية الصحية كلاليت، وشملت بيانات عن العمر والجنس والعرق والظروف الطبية الموجودة مسبقًا وحالة التدخين لجميع المشاركين.

وتم إخضاع حوالي 114 ألفًا و500 شخص لاختبار (كوفيد 19 ) جاءت نتائج 4 آلاف و537 منهم إيجابية.

وقام الباحثون، بقيادة الدكتور أرييل إسرائيل، بمطابقة كل مريض مصاب بـ (كوفيد – 19) مع خمسة أشخاص تم اختبارهم سلبيًا من نفس العمر والجنس والعرق.

ووجد الباحثون أن معدل المدخنين الحاليين بين مرضى الفيروس كان أقل بكثير من المشاركين المتطابقين - 9.8 في المائة مقارنة بـ 18.5 في المائة من الأشخاص الذين تم اختبارهم سلبيًا، و19.4 في المائة في المجموعة العامة لشركة الرعاية الصحية كلاليت.

وأظهر التحليل الإحصائي أن التدخين يقلل من مخاطر الاختبار الإيجابي بنسبة النصف تقريبا (54 في المائة)، و 11.7 في المائة ممن ثبتت إصابتهم الإيجابية كانوا مدخنين سابقين، مقارنة بـ 13.3 في المائة في الضوابط المتطابقة.

وأشارت النتائج إلى أن الذين كانوا يدخنون في السابق لديهم خطر أقل بقليل (19 في المائة) من الإصابة بفيروس كورونا. 
باستخدام سجلات المستشفى، وجد الفريق أيضًا أنه لا يوجد "دليل" على أن الذين أصيبوا بالفيروس أصبحوا أكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض خطيرة بحاجة إلى التنفس الصناعي، أو الموت.

وبدت النتائج صحيحة حتى عندما أخذ الباحثون في الاعتبار الظروف الصحية الكامنة، والتي من المعروف أنها تلعب دورًا في شدة المرض.

كتب فريق الباحثين: "يبدو أن خطر الإصابة بـ (كوفيد – 19) قد انخفض إلى النصف بين المدخنين الحاليين. هذه النتيجة المثيرة للفضول قد تكشف عن آليات عدوى فريدة موجودة لـ (كوفيد – 19)، والتي قد تكون موجهة لمكافحة المرض وتقليل معدل الإصابة به".

وقال الدكتور إسرائيل وزملاؤه إن نتائجهم فريدة بالنسبة لفيروس كورونا، وعادة ما يزيد التدخين من خطر الإصابة بعدوى، وذلك لأنهم يلمسون أفواههم في كثير من الأحيان، وأحد طرق انتقالهم عن طريق لمس سطح ملوث ثم الأنف والفم. 
وأظهرت الدراسات أيضًا أن المواد الكيميائية القوية الموجودة في الدخان يمكن أن تضر بالممرات الهوائية. 

وكتب الفريق: "إن حجم الارتباط الملحوظ للتدخين الحالي، مع انخفاض احتمالات الإصابة بنحو النصف لدى المدخنين، يشير إلى تأثير وقائي حقيقي للتدخين على خطر الإصابة بـ (كوفيد – 19)".

وسبق أن بينت دراسة أجرتها مستشفى بيتي-سالبيتريير في باريس أن المدخنين أقل عرضة من غيرهم لالتقاط عدوى (كوفيد-19).
وقال البروفيسور جان فرانسوا دلفراسي، أخصائي علم المناعة ورئيس المجلس العلمي الذي يقدم المشورة للحكومة الفرنسية، في تصريح لإذاعة "فرانس انفو" في أبريل، إن "لدينا انطباع بأن النيكوتين الموجود في التبغ يحمي من الفيروس".

وشملت الدراسة، التي نُشرت على المنصة العلمية Qeios من قبل علماء من مستشفى Pitié-Salpêtrière، حوالي 480 مريضًا ثبتت إصابتهم بالفيروس، و350 منهم دخلوا المستشفى بأعراض خطيرة، بينما كان الباقون لديهم أعراض أقل حدة أو بدون أعراض على الإطلاق وتعافوا في المنزل.

وكتب الفريق البحثي: "تشير دراستنا في كل من المرضى الخارجيين والمرضى الذين دخلوا المستشفى إلى أن المدخنين اليوميين لديهم احتمالية أقل بكثير لظهور أعراض أو عدوى شديدة بفيروس كورونا مقارنة مع عامة الناس".

وأظهرت الأرقام من مستشفيات باريس أن من بين 11 ألف مريض تم إدخالهم إلى المستشفى بسبب كورونا كان 8.5% منهم فقط مدخنين، بينما تبلغ تقديرات نسبة الأشخاص الذين يدخنون يوميا في فرنسا بنحو 25 في المائة من السكان.

وتضفي نتائج هذه الدراسة المصداقية على دراسة صينية نشرت في نهاية مارس في دورية New England الطبية، وأشارت إلى أن 12.6 في المائة من بين 1000 مصاب بكورونا كانوا مدخنين، في حين أن عدد المدخنين في الصين يبلغ حوالي 28 في المائة.

بينما تؤكد منظمة الصحة العالمية وإدارة الغذاء والدواء الأمريكية من أن فيروس كورونا يؤثر على الرئتين وتحذران من أن أولئك الذين يدخنون السجائر قد يكونون في خطر متزايد.